توقع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن تنتهك ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح الهدنة التي بدأت ليل أمس (الأربعاء)، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن هادي قوله بعد اجتماع مع السفيرين الأميركي والبريطاني: «لا نتوقع منهم اليوم إلا مزيداً من المراوغة والتسويف والمماطلة». ورحبت جماعة الحوثيين بالهدنة التي أعلنها المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فيما دعا البرلمان في صنعاء -الذي يهيمن نواب موالون للحوثيين على الغالبية فيه- أمس إلى «الالتزام الكامل» بالهدنة. من جهة أخرى، أعربت الأممالمتحدة عن أملها في أن يفسح وقف إطلاق النار المجال أمام نقل مساعدات حيوية إلى مناطق عزلها القتال على مدار أشهر. وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جامي مكغولدريك في تصريح ل «رويترز»: «نأمل بأن يمنح هذا الوقف لإطلاق النار وكالات الإغاثة الإنسانية وغيرها من المنظمات فرصة للاستجابة في مناطق معزولة أو يصعب الوصول إليها باليمن». وأضاف أنه يأمل بتمديد وقف الأعمال القتالية واستئناف محادثات السلام التي انهارت في آب (أغسطس) الماضي. وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الهدنة تلزم كل الأطراف بوقف الأنشطة العسكرية والمساعدة في تسهيل تسليم المساعدات الإنسانية. وأضاف: «نجدد طلب المبعوث الخاص بالسماح بنقل المساعدات الإنسانية بحرية ومن دون معوقات». وقبل ساعات من موعد الهدنة، دارت معارك عنيفة أمس على مختلف الجبهات. وتركزت المواجهات قرب الحدود السعودية وقرب صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ أيلول (سبتمبر) 2014. واستهدف طيران التحالف مواقع للانقلابيين في صنعاء أمس، بعد ساعات من قصفه تعزيزات عسكرية لهم كانت في طريقها من محافظة صعدة باتجاه منفذ البقع الحدودي مع السعودية، والذي استعادته القوات الشرعية الأسبوع الماضي. وعلى الساحل الغربي على البحر الأحمر، شنت القوات الحكومية عمليات لصد محاولات الحوثيين التقدم باتجاه مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة 15 من عناصرها. كما دارت معارك ومواجهات في صرواح بمحافظة مأرب، وفي مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ أشهر. وأوضح مصدر في المقاومة الشعبية ل «الحياة»، أن ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في جبل الوعش قصفت مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الزنوج شمال مدينة تعز. وأشار إلى تعرض معسكر اللواء 35 والأحياء المجاورة له غرب المدينة لقصف بمضادات الطيران 14.5 وبقذائف المدفعية من الميليشيات في غراب والخمسين شمال المدينة. في غضون ذلك، رفضت قبيلة خولان في اليمن أي محاولة للزج بها في الحرب بين الحكومة الشرعية والانقلابيين، كما أكدت رفضها أي توظيف سياسي لحادثة صالة العزاء في صنعاء. وأعلنت القبيلة في بيان أمس، تسمية النقيب محمد الرويشان للتنسيق مع الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. وثمنت القبيلة تعامل «آل الرويشان» الحكيم مع حادثة صالة العزاء في صنعاء. وأكدت ضرورة الحفاظ على صف القبيلة وحقن دماء أبنائها وأمنها ونسيجها الاجتماعي، فيما طالبت التحالف والحكومة بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما حدث. وكانت قيادة قوات التحالف أعلنت أنها اطلعت على نتائج التحقيق في حادثة القاعة الكبرى بصنعاء التي أعلنها فريق التحقيق المشترك لتقويم الحوادث في اليمن السبت، وأكدت «قبول ما خلصت إليه من نتائج، وأنها بدأت فعلياً اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق ما ورد من توصيات». وأعربت قيادة التحالف «عن أسفها للحادثة غير المقصودة وما نتج منها من آلام لأسر الضحايا، التي لا تنسجم مع الأهداف النبيلة للتحالف، وعلى رأسها حماية المدنيين وإعادة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق».