عمّق توصيف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «مجاهدي الثورة الجزائرية» بالإرهابيين، الأزمة بين فرنساوالجزائر سياسياً وديبلوماسياً. وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة رداً على الرئيس الفرنسي، الذي نقل عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين أيضاً تصريحات مسيئة بحق «المجاهدين» إبان «الثورة التحريرية»، عندما وصفهم ب «الإرهابيين». وذكر لعمامرة مساء أول من أمس، في ذكرى يوم الهجرة، أن تصريحات هولاند «بكاء على أطلال ضياع الإلدورادو». وقال: «يبدو أن فرنسا لا تزال تحنّ لفترتها الاستعمارية»، ما من شأنه تعميق أسوأ أزمة تمر بها علاقة البلدين منذ وصول هولاند إلى سدة الحكم. ويُعتقد أن لعمامرة وجّه كلامه إلى بوتين أيضاً. وبدأ هولاند ولايته بتصريحات قابلتها الجزائر بارتياح، إذ إنه بات أول رئيس يعترف بمجازر 17 تشرين الأول (أكتوبر) 1961 في باريس، لكن الشهور الأخيرة شهدت عودة الخلافات المتعلقة بالذاكرة على نحو لم تشهده حتى سنوات حكم اليمين الفرنسي، المتشدد حيال هذه المسألة. وسجل لعمامرة امتعاض بلاده من «زلات» الساسة الفرنسيين المسيئة للجزائر: «في الوقت الذي نحتفل فيه اليوم ونحيي ذكرى انتفاضة 17 أكتوبر 1961. ونترحم على مَن ضحوا بأرواحهم. لا يزال هناك في الضفة الأخرى (فرنسا) حنين للفترة الاستعمارية». بيد أن التوصيف الرئاسي الفرنسي لا يشكل بحدّ ذاته حقيقة الامتعاض الجزائري، بعدما نقل صحافيون أن «صديق» الجزائر وحليفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصف بدوره «المجاهدين الجزائريين» إبان الثورة التحريرية، ب «الإرهابيين»، وذلك في لقاء مغلق مع نظيره الفرنسي. ويقول صحافيون فرنسيون أن بوتين خاطب هولاند قائلاً: «في كل الأحوال، أنتم تعرفون مَن هم الإرهابيون، إنهم ذاتهم الذين حاربتموهم في الجزائر». ورد عليه هولاند: «لكن، أنا أتباحث مع الذين خضنا معهم الحرب في الجزائر». وعوّلت الجزائر على حكم اليسار الفرنسي على أمل أن يأخذ هذا الملف طريقه باتجاه الحل، إلا أنه اتخذ بعداً أكثر تعقيداً بسبب الخلافات السياسية المتنامية بين البلدين، بعد سنوات من خيار «طي الملفات العالقة» على الصعيد الرسمي في المحادثات بين الدولتين. وقامت فرنسا بخطوات شعرت الجزائر بامتنان لها، ففي 20 كانون الأول (ديسمبر) 2012 وخلال أول زيارة دولة له، أقرّ هولاند أمام البرلمان الجزائري ب «المعاناة التي سببها الاستعمار الفرنسي».