ترّشح التصريحات التي أطلقها أمس السبت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من على أمواج "راديو فرنس أنفو" بشأن امتعاضه من تعرض العلم الفرنسي إلى الحرق على يد متظاهرين جزائريين خرجوا الجمعة في مسيرات شهدتها عدد كبير من محافظات البلاد، العلاقة بين باريسوالجزائر إلى مزيد من التوتر وهي التي لم تنته بعد من "أوزار" ملف الذاكرة والماضي الاستعماري. وقال هولاند مثلما نقلت الإذاعة على موقعها الإلكتروني وهي ترفق تصريح الرئيس بصورة التقطتها وكالة "رويترز" لمتظاهرين جزائريين وهم يحرقون العلم الفرنسي: "هذا عمل لا يمكن السكوت عليه، لم ننته بعد من هذه السلوكيات.. يجب معاقبة هؤلاء" قبل ان يضيف: "دعّمنا هذه الدول في مكافحتها للإرهاب وما زلنا ندعمها.. لكن فرنسا لديها قيم ومبادئ بالاخص حرية التعبير". ولم ترّد وزارة الخارجية على دعوة الرئيس الفرنسي السلطات الجزائرية معاقبة الذين أحرقوا علم بلاده، لكن دعوته لا شك ستلقى صدى واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي التي كانت فيما مضى هاجمت وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لأنه شارك في "مسيرة الجمهورية" بباريس المنددة بالإرهاب تضامنا مع ضحايا الاعتداء الذي استهدف الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إبدو". وشهدت الجمعة العديد من الولايات في الجزائر بما فيها ولايات الجنوب البعيد، مسيرات حاشدة انطلقت مباشرة بعد صلاة الجمعة دعت إليها أحزب إسلامية، وشارك فيها نشطاء سياسيون وإعلاميون وحقوقيون لكن بعضها تحوّل إلى أعمال شغب بعدما تدخلت قوات الأمن لتفرقة الحشود عودة مثلما وقع في العاصمة الجزائر التي تحظر السلطة التظاهر فيها منذ احداث الربيع الأسود العام 2001، حيث قادت المناوشات إلى إصابة المتظاهرين بجروح وإصابة نساء بالإغماء فيما تعرض الرقم الثاني في الحزب المحظور "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" على بلحاج إلى الاعتقال مخلفا وراءه موجة من التنديد وسط المتظاهرين الذين استنكروا منع قوات الأمن مواطنين من نصرة نبيّهم على خلفية الرسومات المسيئة للرسول التي عاود متظاهرون في باريس رفعها خلال مسيرة "كلنا شارلي".