لفتت مصادر ديبلوماسية في الرباط إلى أن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري وكاتب الدولة الإسباني في الخارجية خوان بابلو ديلاغليسيا هي الأولى من نوعها بين ديبلوماسية البلدين الجارين منذ اندلاع الأزمة الأخيرة على خلفية تعرّض رعايا مغاربة لأعمال عنف على يد الشرطة الإسبانية في المعابر الحدودية لمليلية المحتلة. وتسبق المحاثدات التي استضافتها الرباط امس اللقاء المقرر عقده بين الوزير الطيب الفاسي ونظيره الإسباني انخيل ميغيل موراتينوس في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، على هامش أعمال دورة الأممالمتحدة في نيويورك. لكنها جاءت في أعقاب احتواء أزمة جديدة نشأت بعد إقدام السلطات المغربية على ترحيل 14 سائحاً إسبانياً من مدينة العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية، نحو جزر لاس بالماس، بعد مشاركتهم في تظاهرة مؤيدة لجبهة «بوليساريو» تواجهت مع تظاهرة أخرى موالية للمغرب، ما أدى الى إصابة بعض السيّاح برضوض. وكانت الخارجية الإسبانية طلبت إيضاحات من المغرب حول ملابسات الحادث، واعتبرت الردود المغربية مقنعة، في إشارة الى التزام عبّر عنه وزير الداخلية الإسباني أثناء اجتماعه الى نظيره المغربي الطيب الشرقاوي، يفيد بأن الأنشطة التي تطاول أوضاع حقوق الإنسان لها آلياتها وتتطلب حيازة تراخيص. وعقّبت مصادر ديبلوماسية بأن الموقف الإسباني الذي بدا أقرب إلى تفهم وجهة نظر الرباط «كان طبيعياً».