يفتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم السنة الاشتراعية الجديدة، حيث سيلقي خطاباً أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين). وورد في بيان صادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات أن الملك «سيرأس افتتاح الدورة الأولى من السنة الاشتراعية الأولى من الولاية الاشتراعية العاشرة في مقر البرلمان وسيلقي خطاباً سامياً أمام أعضاء مجلسي البرلمان». وقالت المصادر أن العاهل المغربي سيعرض لتطورات المشهد السياسي في ظل عزوف الناخبين عن المشاركة السياسية وتجدد خطاب حزبي يتحدث عن خروقات شابت الاستحقاقات الانتخابية ترجمها الاتحاد الاشتراكي المعارض (20 نائباً) في مذكرة موجهة إلى القصر. وكان الملك اعتبر في خطاب سابق عشية الاستحقاقات الانتخابية أن الغالبية النيابية التي يحوزها أي تحالف لا تعكس حقيقة الميول الشعبية في ظل تراجع نسب المشاركة. ونأى بنفسه عن التأثير في الصراعات الانتخابية، مؤكداً أنه على مسافة واحدة من كل الأحزاب... وتوقعت المصادر أن يتزامن بدء الدورة الجديدة للبرلمان مع رفع وتيرة المشاورات التي يقودها رئيس الوزراء المكلف عبد الإله بن كيران لتشكيل الحكومة، مؤكدةً أن اختيار رئيس المؤسسة الاشتراعية سيرسم طبيعة التحالفات المقبلة. وتفاوتت التقديرات في شأن احتمال تسلم «العدالة والتنمية» الاسلامي الحاكم لأول مرة منصب رئاسة البرلمان نظراً إلى الصلاحيات الواسعة التي منحه إياها الدستور المعدل في 2011، أو التخلي عنه لمصلحة أحد حلفائه البارزين. واحتدم التنافس بين الأحزاب للتموقع في الساحة السياسية مع الإعلان عن أول تحالف سياسي يضم حزبي «تجمع الأحرار» (37 نائباً) و «الاتحاد الدستوري» (19 نائباً) متخطياً بذلك حزب «الاستقلال» المحافظ الذي يملك 46 مقعداً ويصبح القوة البرلمانية الثانية بعد حزب «العدالة والتنمية» الذي حصد 125 نائباً في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت الأسبوع الماضي. وتزامن إعلان التحالف بين الحزبين الليبراليين مع تكليف وزير الزراعة عزيز أخنوش بالحلول محل وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، إثر استقالته من زعامة «تجمع الأحرار» بعد النتائج الهزيلة التي سجلها حزبه. وسيتولى أخنوش إدارة الحزب حتى نهاية الشهر الجاري، موعد انعقاد مؤتمر الحزب لانتخاب رئيس جديد. وأجّل بيان صدر عقب اجتماع المكتب السياسي للحزب قرار المشاركة في حكومة يقودها بن كيران إلى اجتماع لاحق يعقده المجلس الوطني للحزب. كذلك عبّر حزب «الحركة الشعبية» ذو الميول الأمازيغية عن انتظاره قائمة اقتراحات رئيس الوزراء المكلف لإصداره حكمه.