«الحياة»، أ ف ب أُجريت أمس سلسلة من الاتصالات قبل اجتماع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ووزراء من دول إقليمية في لوزان السويسرية غداً قبل لقاء دولي - إقليمي آخر في لندن الأحد، في وقت دعت موسكو إلى عدم تزويد فصائل المعارضة السورية مضادات جوية. وأعلنت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية الخميس، أن روسيا دعت شركاءها في المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية صواريخ محمولة مضادة للطائرات. وأضافت زاخاروفا أن أي أعمال عدائية ضد روسيا في سورية، لن تمر من دون رد مناسب من موسكو. وكان لافروف أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وهو الثاني له في غضون 48 ساعة بحث خلاله أحدث تطورات الملف السوري. كما أجرت منسقة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني اتصالاً آخر مع ظريف لبحث المستجدات الإقليمية، خصوصاً الأوضاع في سورية. وأعلنت طهران أن ظريف «شدّد خلال المحادثات على المواقف المبدئية لطهران في المكافحة الشاملة للإرهاب والمجموعات الإرهابية ووقف إطلاق النار الفوري والمستدام لأجل إيصال المساعدات الإنسانية وضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل يقود إلى معالجة الأزمة السورية». وكانت طهران أعلنت أول من أمس عن عدم رغبتها في المشاركة في اجتماع لوزان الذي دعا إليه لافروف. وأفادت مصادر بأن طهران أعربت عن موافقتها على المشاركة في الاجتماع إذا عقد في موسكو. إلى ذلك، أجرى لافروف اتصالاً مع نظيره الفرنسي جان - مارك إرولت، على رغم التوتر الحاد بين موسكووباريس في شأن الملف السوري، والذي حمل الرئيس فلاديمير بوتين على إلغاء زيارة إلى فرنسا. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أن إرولت «كرر تأكيد عزم فرنسا على متابعة حوارها مع روسيا وبصراحة تامة». وشدد وزير الخارجية الفرنسي على «الضرورة الملحة للخروج من المأزق الحالي» و «التوصل إلى وقف عمليات القصف على حلب، تمهيداً لإيصال المساعدة الإنسانية وتوفير فرص استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي». وفيما كان من المفترض أن يأتي الرئيس الروسي فلاديمير إلى باريس في 19 تشرين الأول (أكتوبر) ليدشن مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند كاتدرائية أرثوذكسية روسية جديدة بنيت في وسط العاصمة، أوضح قصر الإليزيه أن اجتماع عمل وحيداً يخصص للوضع في سورية، كان يمكن أن يعقد على الصعيد الرسمي في إطار هذه الزيارة. عندذاك قرّر بوتين إرجاء زيارته. وفي خطاب ألقاه الأربعاء في موسكو، اتهم وزير الخارجية الروسي باريس بأنها سعت إلى «تأجيج الوضع» عبر طرح مشروع القرار في الأممالمتحدة. وأعلن عن عقد عدد من اللقاءات الديبلوماسية الدولية في نهاية هذا الأسبوع في مسعى جديد لإحلال الهدنة في سورية. وسيشارك في الاجتماع الأول الذي يعقد السبت في لوزان، حول سورية لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، وبلدان الخليج وتركيا. ولم توجه إلى الأوروبيين الدعوة للمشاركة في الاجتماع. وفي لندن، سيلتقي كيري الأحد «شركاءه الدوليين» أي بريطانيا وألمانيا وفرنسا. إلى ذلك، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس أن روسيا سترحب بالتدخل العسكري البريطاني في الصراع السوري إذا ما استهدف الإرهابيين وليس نظام الرئيس بشار الأسد. وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال في البرلمان: «من الصواب الآن أن نبحث مرة أخرى في الخيارات الأكثر تحريكاً للأمور... الخيارات العسكرية». وأردف: «لكن، يجب أن نكون واقعيين في مسألة كيف سيكون ذلك وما يمكن تحقيقه». وتابع: «لا يمكن أن نفعل شيئاً من دون تحالف... من دون أن نفعله مع الأميركيين. أظن أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نصل إلى ذلك، لكن هذا لا يعني أن المناقشات لا تجرى لأنها تجرى بالتأكيد». وقال أن تكثيف العقوبات على اللاعبين الرئيسيين في «نظام» الأسد خيار آخر مطروح أمام بريطانيا. إلى ذلك، قال الأسد أنه يأمل بأن يسمح التقارب بين روسيا وتركيا لموسكو بتغيير سياسة أنقرة تجاه سورية. وصرح الأسد بذلك في مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية. ونشرت الصحيفة جزءاً من المقابلة على موقعها الإلكتروني الخميس. ومن المقرر نشر المقابلة اليوم.