تواصلت أمس المسيرات الشعبية والكشفية إحياء لذكرى «يوم القدس العالمي» في بيروت والمناطق، ولا سيما في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وتخللتها مواقف رافضة للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية المباشرة. وجابت مسيرة كبيرة نظمتها جمعية كشافة «الإمام المهدي» التابعة ل»حزب الله» شوارع في ضاحية بيروتالجنوبية من جادة الرويس الى صفير وتحديداً ملعب الراية، ورفع المشاركون في المسيرة مجسمات لفلسطين والمسجد الاقصى، وانتهت المسيرة بعروض في النزول على الحبال. ومن بيروت، أعلن ممثل حركة «حماس» في لبنان أسامة حمدان أن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون «تدرك قبل أي شخص ان الذي يعارض السلام هو اسرائيل، ولقاؤها مع نتنياهو اكد لها ذلك عندما رفض ان يستجيب لرجاء اميركي باستمرار تجميد الاستيطان خلال عملية التفاوض، وتالياً من يبني المستوطنات ويحاول تهويد القدس هو المعطل الحقيقي للسلام». وقال في حديث الى محطة «ام تي في»: «مبدأ التفاوض هو مبدأ سياسي ونحن لا نستطيع ان نقول ان هناك مبدأ نرفضه بالمطلق، لكن المفاوضات مع الاحتلال في ما هو قائم حالة مرفوضة، ليس لأن الطرف الذي يفاوض هو «فتح» بل لأن هذه المفاوضات تأتي في سياق عملية التنازل وليس في سياق عملية انجاز الحقوق، وتالياً الاسرائيلي لم يعلن انه انسحب أو أن هناك ترتيبات لهذا الانسحاب. أما موضوع السلام مع اسرائيل نحن كحركة موقفنا ان كل الارض الفلسطينية هي حق للفلسطينيين ولا بد ان نستعيد هذا الحق». ولفت الى انه «في حال كانت هناك نتيجة للتفاوض فيمكن لأصحاب منهج التفاوض ان يدافعوا عنه، ولكن حتى اليوم ليست هناك نتيجة للتفاوض»، مشيراً الى «ان الحديث عن المفاوضات وكأنها الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني تعتريه مغالطات، فالشعب تحت الاحتلال عنوان قضيته هو الحرية، وكيفية تحريره هو وسيلة يجب الا تحكمنا والا تكون خيارنا الوحيد، وما يحكمنا هو هدف محدد ان يكون الشعب الفلسطيني محرراً وتتحرر ارضه وان يقرر مصيره بنفسه، والتسوية لغاية اليوم لم تفعل ذلك». ونفى حمدان ان تكون هناك أي مفاوضات سرية مع اسرائيل، وقال: «نحن في الحركة نؤمن بأن برنامج المقاومة هو برنامج شامل وليس عملية اطلاق النار وحدها، وهناك فارق بين برنامج المقاومة الذي يتخذ من الحقوق الفلسطينية عنواناً لاستعادتها وبين برنامج آخر مستعد للمساومة على هذه الحقوق، ولعل هذه هي نقطة الخلاف الاساسية في الساحة الفلسطينية حتى قبل ان تنطلق حركة حماس». ونظمت «لجنة دعم المقاومة في فلسطين» مسيرة حاشدة في مخيم البداوي (شمال لبنان) تقدمها الكشافه والفرق الموسيقية ورجال الدين ومسؤولو الفصائل الفلسطينيه كافة في منطقة الشمال وجابت شوارع المخيم وصولاً الى حاجز «فتح الانتفاضة» عند المدخل الجنوبي للمخيم حيث ألقيت كلمات أكدت «ان الصراع مع العدو صراع وجود، والتفاوض الحاصل لن يؤدي الا لمزيد من الهيمنة»، وشددت على «ضرورة التمسك بالدفاع عن مثلث الصمود السوري - الايراني والمقاومة الباسلة في جنوب لبنان لأنها الحصن الاخير في الدفاع عن قضية فلسطين». وكان نائب الامين العام ل»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خطيب افطار اقامته «لجنة دعم المقاومة في فلسطين» في غزة، وأكد عبر كلمة تلفزيونية، «ان الأرض الفلسطينية لا يمكن أن تتحرر إلا بالمقاومة والالتفاف حول مشروعها ونبذ المفاوضات وخيارها الفاشل»، قائلاً: «انها صك تنازل رسمي لمصلحة إسرائيل التي تجلس على طاولة المحادثات لوحدها». وقال ان «الشعب الفلسطيني أشرف شعوب الأرض لأنه يقاوم الاحتلال ويجاهد في سبيل الله... نوجه رسالة لهذا الشعب الأبي من حزب الله أنه لا بد لنا أن نؤمن بأن النصر سيتحقق بإذن الله».