ضرب زلزال بقوة 7 درجات مدينة كرايستشيرتش، ثاني اكبر مدن نيوزيلندا حيث تم اعلان حالة الطوارئ، مخلفا اضرار مادية جسيمة لكنه لم يوقع سوى عدد من الجرحى اثنان منهم في حال الخطر بحسب حصيلة اولية. وبعد استيقاظهم من النوم في الليل، بدا السكان بالخروج، مذعورين، تاركين منازلهم ومكتشفين طرقات قطعت بفعل انهيار واجهات المباني وامتلات بشظايا الزجاج المتحطم والسيارات المسحوقة، اضافة الى جسور مهدمة وشبكة قنوات للغاز مقطوعة في اماكن مختلفة. وانقطعت التغذية بالتيار الكهربائي عن حوالي نصف المدينة. واصيب رجلان يناهزان الخمسين من العمر بجروح خطيرة، بحسب المتحدثة باسم مستشفى كرايستشيرتش ميشيل هايدر. واستقبلت مستشفيات اخرى عددا من المصابين بجروح اقل خطورة. وقال وزير الدفاع المدني جون كارتر "نحن محظوظون جدا لعدم سقوط قتلى". وعزا مسؤولو الدفاع المدني العدد الضئيل لضحايا الساعة الى الوقت الذي حصل فيه هذا الزلزال واذا كانت حصيلة الضحايا محدودة فان الاضرار المادية هائلة وقد تبلغ قيمتها بملياري دولار نيوزيلندي (1,12 مليار يورو) بحسب تقدير المدير العام للجنة الهزات الارضية يان سيمسون. وقال "ان الكلفة قد تبلغ بما بين 1 و2 مليار دولار" نيوزيلندي. وتعد كرايستتشيرتش 340 الف نسمة وتعتبر اكبر مدن الجزيرة الجنوبية --التي تشكل مع الجزيرة الشمالية نيوزيلندا-- وتقع على الساحل الشرقي. وفرضت حالة الطوارىء في المدينة كما اعلن رئيس بلديتها بوب باركر الذي عبر عن "روعه لحجم الاضرار". واقفل مطار كرايستشيرتش الدولي، وهو المنفذ الرئيسي الى جنوب الجزيرة، كما تم وقف تسيير القطارات ريثما يتم التاكد من سلامة سكك الحديد. وفي ولينغتون، اعلنت وزارة الدفاع المدني حالة الازمة الوطنية. وقد طوقت الشرطة وسط المدينة بسبب معلومات عن عمليات نهب كما قال المفتش مايك كولمان طالبا من السكان البقاء في منازلهم. وقال "لدينا اضرار كبيرة هنا وحتى الان لا تزال تصلنا معلومات عن عمليات نهب. واجهات المحال الزجاجية تحطمت، وبطبيعة الحال، هذا يسهل ذلك". وتابع "هناك تسرب للغاز، ومجاري مياه متضررة، ومياه صرف صحي تطوف بها المنازل وكثير من الاسلاك والاعمدة الكهربائية المكسورة. الخروج الى الشارع امر خطير للغاية". وذكرت صحيفة "ذي بوست" المحلية ان الهزات الارتدادية مستمرة، مؤكدة حدوث اضرار كبيرة في المدينة وانقطاع الكهرباء عن سكانها. وقالت كولين سيمسون المقيمة في المنطقة ان العديد من السكان خرجوا الى الشوارع خوفا، فيما تعطلت شبكة الهواتف النقالة، حسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن سيمسون قولها "يا الهي. لقد انهارت سلسلة من المتاجر امامي". وذكر احد السكان ويدعى كيفن اوهانلون "الامر لا يصدق. كنت استعد للتوجه الى عملي، وسمعت ضجيحا هائلا، وكأن بيتا اصيب بقذيفة. وبدأت الارض تهتز. لم اشعر بشيء مثل هذا من قبل". وحدد مركز الهزة على عمق 16,1 كلم واصابت منطقة تقع على مسافة 30 كلم الى شمال غرب كرايستتشيرتش بحسب المركز الجيولوجي الاميركي. ويعد هذا الزلزال من اعنف الزلازل في تاريخ نيوزيلندا التي تقع على حزام ناري على حدود الصفائح الاسترالية والمحيط الهادىء وتتعرض كل عام لحوالى 15 الف هزة. وضرب اخر الزلازل الضخمة (وقوته 7,8 درجات)، في 16 تموز/يوليو 2009، وحدد موقعه على عمق حوالي 12 كلم في منطقة فيوردلند. لكن الزلزال الذي وقع في الثالث من شباط/فبراير 1931 وخلف 256 قتيلا في خليج هاوكي على الجزيرة الشمالية يبقى الاكثر دموية الى اليوم.