اتهم الحزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري بممارسة سياسة «تضليل» الرأي العام واختراق «وحدة الصف» الكردي، فيما تظاهر العشرات من الأكراد السوريين في اربيل احتجاجاً على حفر الإقليم خندقاً فاصلاً على الحدود مع المناطق الكردية السورية. وكان حزب «الاتحاد الديموقراطي» الموالي لحزب «العمال الكردستاني» أعلن إدانته لإجراءات حفر الخندق، معتبراً الخطوة بأنها محاولة لفصل أجزاء كردستان و «فرض حصار» على الشعب الكردي السوري. وقال بيان صدر باسم مصدر إعلامي في «الحزب الديموقراطي» أمس إن «مسؤولين ووسائل إعلام تابعة للاتحاد الديموقراطي يحاولون منذ مدة بتضليل الرأي العام ضد الحزب الديموقراطي عبر اتهامه بالوقوف وراء حفر الخندق، ونؤكد بأنه لا علاقة له بالإجراء، وإنما تقوم به حكومة الإقليم والأجهزة العسكرية والأمنية التي تقرر آلية الحفاظ على الإقليم وحدوده من الهجمات الإرهابية وتسلل المهربين، لأن أمن الإقليم وحياة المواطنين خط أحمر»، لافتاً إلى أن «الاتحاد الديموقراطي وسياساته، أصبحت معضلة للشعب الكردي في غرب كردستان (المناطق الكردية السورية)، بتوجيه من أعداء الكرد، ويوجهون تهماً لا أساس لها إلى الحزب الديموقراطي، من أجل التغطية على سياستهم الفاشلة». وسيمتد الخندق بطول 25 كيلومتراً، وبعرض مترين وعمق ثلاثة أمتار، على طول الحدود الفاصلة مع الجانب السوري، ضمن المسافة الواقعة تحت سيطرة إقليم كردستان. وأوضح أن «الاتحاد الديموقراطي، وعبر العلاقات والصفقات المشبوهة مع أعداء شعبنا، جعلوا من الشعب الكردي في غرب كردستان أسيراً، ولا يريدون أن يتقدم شعبنا في هذا الجزء من كردستان، واخترقوا وحدة الصف، وتنصلوا عن عهودهم، عبر اتفاقاتهم مع أعداء الشعب الذي ورطوه في حرب من أجل مصالح النظام السوري، والآن يقومون بالتضليل وإطلاق التهم الكاذبة، تزامناً مع إعلان أطراف كردية (في سورية) الوحدة للحفاظ على مصالح الشعب الكردي». وتساءل البيان: «إذا لم يكن غرض الاتحاد الديموقراطي التهريب أو تسهيل تسلل الإرهابيين، فلماذا لا يتنقلون بشكل رسمي وقانوني عبر المعبر؟». ويأتي التوتر المتصاعد بين الطرفين، مع إعلان أربعة أحزاب كردية سورية مقربة من بارزاني في أربيل الاندماج تحت اسم «الحزب الديموقراطي الكردستاني – سورية»، والتي تتهم «الاتحاد الديموقراطي» بممارسة سياسة «التهميش والإقصاء» في إدارة المناطق الكردية السورية. وتظاهر مساء أول من أمس أمام مبنى برلمان الإقليم العشرات من مناصري حزب «العمال الكردستاني» للتنديد بحفر الخندق، رافعين أعلام للحزب وصور زعيم الحزب عبدالله أوجلان، وأكدوا رفع مذكرة احتجاج إلى الرئاسات الثلاثة في الإقليم. من جانبها عزت محافظة دهوك قرار حفر الخندق إلى «فقدان السيطرة على الحدود من الجانب المقابل بسبب الحرب وتدهور الأوضاع الأمنية هناك، ما يستدعي اتخاذ الإجراءات الضرورية تجنباً لتسلل الإرهابيين الذين يفرضون سيطرتهم على الحدود السورية العراقية». وزاد البيان: «كما سيساهم الخندق لمنع تسلل المهربين، ومن حق المحافظة القيام بإجراءات احترازية».