قبل يومين من مناظرة أساسية بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، هزت فضيحة الحملة الانتخابية الأميركية مع تسريب تسجيل فيديو قديم للمرشح الجمهوري يدلي فيه بكلام بذيء ينم عن سلوك مهين للنساء، أرغمه على تقديم اعتذارات ودفع عدداً من كبار مسؤولي الحزب إلى التنديد به فوراً. واستخدم ترامب في العام 2005 متحدثاً إلى مقدم برامج في التسجيل الذي تم من دون علمهما أثناء وجودهما في حافلة قبل برنامج تلفزيوني، كلاماً فاضحاً يشير إلى سلوك أقرب إلى التحرش. وحصلت صحيفة «ذي واشنطن بوست» على الفيديو ولم ينقض ترامب صحته، بل قدّم بعد ساعات اعتذارات في تسجيل فيديو مصور وُزع على الصحافة. وقال المرشح في فيديو الاعتذارات الذي سُجل أمام «برج ترامب»: «قلت ذلك، كنت مخطئاً وأعتذر»، مضيفاً «أتعهد أن أكون رجلاً أفضل غداً»، وواصفاً هذا الجدل الجديد بأنه «وسيلة لتحويل الاهتمام». وتابع ترامب «تفوهت بحماقات، لكن هناك فرق بين الكلام وأفعال آخرين»، متهماً الرئيس السابق بيل كلينتون زوج منافسته بأنه «أساء فعلياً معاملة نساء، وهيلاري ضايقت ضحاياه وهاجمتهن وأهانتهن وأرهبتهن»، قبل أن يختم «سنتحدث في ذلك خلال الأيام المقبلة. أراكم في المناظرة». ونأى كثيرون من كبار شخصيات «الحزب الجمهوري» على الفور بأنفسهم عن المرشح، وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب بول راين الذي أبدى «اشمئزازه» للكلام الوارد في الفيديو. وغالباً ما يستهدف المرشح الجمهوري النساء بالإهانات عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أو التلفاز أو خلال اجتماعات، في سلوك اعتبر البعض أنه قد يكلفه خسارة لحملته في انتخابات الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر). واستهدف ترامب أخيراً ملكة جمال الكون الفنزويلية السابقة أليشيا ماتشادو وأهانها لاكتسابها الوزن، فانضمت الأخيرة بذلك إلى لائحة صحافيات وممثلات الكوميديا وسياسيات وملكات جمال تعرضن إلى إهانات علنية من المرشح الجمهوري حول مظهرهن أو وصحتهن. وفي سياق متصل، سخرت صحيفتان من الصحف الحكومية الرئيسة في الصين من انتخابات الرئاسة الأميركية اليوم، قائلةً أن هذا السيل الذي لا ينقطع من الفضائح المحيطة بمرشَّحَيْ الرئاسة يثبت أنه ليس من حق الولاياتالمتحدة تلقين الآخرين دروساً في ما يتعلّق بالديموقراطية. وعلى رغم تفادي الصين إلى حد كبير التعليق على الانتخابات حتى لا يُنظر إليها على أنها تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، فإن لوسائل الإعلام الحكومية مجالاً أوسع، وكثيراً ما تشعر بكين باستياء من الانتقاد الخارجي لنظامها السياسي القائم على حزب واحد، وبخاصة من الولاياتالمتحدة. وتقول أنه ليس من حق أي دولة أن تُرغم الصين على تغيير نظام تعتبر انه أفضل ما يلائم وضع البلاد. ووصفت «صحيفة الشعب» الناطقة بلسان "الحزب الشيوعي" الصيني الحاكم الانتخابات الأميركية بال«فوضى»، مشيرةً إلى قضايا متعلقة بالضرائب بالنسبة لترامب «الثرثار» والخلاف حول استخدام المنافسة الديموقراطية كلينتون لبريدها الإلكتروني الشخصي ومخاوف في ما يخصّ حالها الصحية. وقالت الصحيفة إنه مثلما كان رأي الناس حيال المناظرة الرئاسية الأولى بين هذين المرشحين، فإن كليهما مستعد على ما يبدو لشن هجمات شخصية أكثر من مناقشة القضايا المهمة. وأضافت في مقال ان «كل هذه الأمور غير العادية لا تُظهر فقط مأزق المؤسسة السياسية الأميركية وإنما تشير أيضاً في شكل مباشر إلى الممارسات الفاسدة للنظام السياسي الأميركي. وأوضحت الصحيفة ان «الولاياتالمتحدة تتباهى منذ فترة طويلة بأن انتخاباتها المفعمة بالحيوية في شكل كبير علامة على تفوق نظامها بل واستخدمت ذلك لتتعمد انتقاد الغالبية العظمى من الدول النامية»، مشيرة إلى انه «لا بد من كبح هذه الغطرسة الشديدة من جانب واعظ الديموقراطية». وذكرت صحيفة «غلوبال تايمز» التي تحظى بانتشار واسع في مقال افتتاحي في طبعاتها باللغتين الصينية والإنكليزية، ان هذه الفضائح تُظهر ان ليس هناك تفوق في الديموقراطية الغربية، مضيفةً ان «للدول الغربية نظاماً قضائياً قائماً لتأمين الاستقرار الاجتماعي في مواجهة مثل هذه الفوضى، لكن كثيراً من الدول النامية التي تحذو حذوها... لم تجلب لنفسها إلا عدم الاستقرار الاجتماعي».