يكسر السباق الرئاسي الأميركي للعام 2016 بالشكل والمضمون أنماط وتقاليد الحملات السابقة. فبين تشرذم الجمهوريين وتراجعهم عن دعم دونالد ترامب في حال فوزه في اللقب، وتهديد السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز لحملة هيلاري كلينتون في عقر دارها في نيويورك، وصلت المنافسة إلى مرحلة خارجة عن التكهنات ومفتوحة على سيناريوات عدة الصيف المقبل. وما زاد البلبلة أمس، توجيه شرطة فلوريدا اتهاماً رسمياً لمدير حملة ترامب كوري لوينداوسكي لإيذائه صحافية، ورفض البليونير الجمهوري التخلي عنه بانتظار المنازلة القضائية حول مصيره. وأحاطت هذه الفضيحة والتجاذب بين ترامب والسناتور اليميني تيد كروز حول زوجتيهما في المشاركة التلفزيونية فجر أمس، والتي عكست الشرخ الكبير بين الجمهوريين. ورفض المرشحان كروز وجون كايسيك التعهد بدعم ترامب في حال فوزه في اللقب، ورد الأخير بالمثل وليفتح الباب على مؤتمر صاخب في تموز (يوليو) المقبل لاختيار مرشح للحزب. ورداً على سؤال: «هل ما زلت على وعدك، أياً يكن المرشح الجمهوري؟»، قال ترامب: «لا ليس بعد الآن». وأضاف: «سنرى من سيكون» المرشح الفائز. وتابع ترامب مبرراً موقفه: «لقيت معاملة غير عادلة من قبل اللجنة الوطنية الجمهورية والحزب الجمهوري والطبقة السياسية». وأضاف: «سأرى من سيكون. لن أسعى إلى جرح أحد، أحب الحزب الجمهوري». وأكد أنه سيفوز في كل الأحوال في الانتخابات التمهيدية، مشدداً على «أنني لم أحتاج ولا أريد دعم كروز». وأبدى كروز موقفاً مماثلاً مشيراً إلى أنه سيهزم ترامب وأن من «غير العادة أن أدعم مرشحاً يهين زوجتي وعائلتي» وذلك بعد مشادة بين الرجلين، وتغريدات شملت صورة عارية لزوجة ترامب العارضة السابقة ميلانيا، مقابل تسريب صحيفة قريبة من رجل الأعمال تقريراً حول «خيانات» كروز الزوجية. كما رفض كايسيك الالتزام بدعم ترامب مؤكداً أنه «في حال كان الترشيح يؤذي الأمن القومي الأميركي فلن أتبناه». وكان كايسيك الصوت الجمهوري الوحيد في التجمع الانتخابي الذي عارض زيادة الرقابة على الأحياء المسلمة لمحاربة الإرهاب، فيما تمسك كروز بدعوته لنشر الشرطة في هذه الأحياء، وحض ترامب على زيادة الرقابة على المساجد في الولاياتالمتحدة. وعلى رغم ثقته بالفوز، واجهت حملة ترامب أمس فضيحة قانونية مع مثول مديرها كوري لوينداوسكي أمام شرطة فلوريدا بدعوى قضائية لإيذائه الصحافية ميشيل فيلدز. ودافع ترامب عن مدير حملته ورفض التهم بتسببه برضوض لصحافية كانت تحاول طرح سؤال. وتساءل ترامب ما إذا كانت الرضوض مختلقة، إلا أن فيديو التقطته الكاميرات يظهر فيه لوينداوسكي وهو يمسك بعنف بذراع الصحافية ويبعدها عن ترامب. وانهالت الدعوات لاستقالة لوينداوسكي أمام رفض ترامب الذي يصر على عدم الاعتذار والمواجهة القانونية في 4 أيار (مايو) المقبل. واعتبر كروز أن ما جرى مع الصحافية هو «نتيجة ثقافة ترامب وحملته» التي «تعتمد على الإهانات والهجمات الشخصية والعنف الجسدي»، فيما دعا كايسيك إلى طرد مدير الحملة. وانتقدت هيلاري كلينتون بشدة حملة ترامب التي تتركز على «المهاجرين والمسلمين والنساء». وقالت: «إنه يضرم حرائق سياسية. أشعل النيران والناس يتصرفون في شكل مؤسف لذلك يجب تحميله مسؤولية ذلك». وفي السباق الديموقراطي، توجهت الأنظار إلى معركة نيويورك في 19 الشهر المقبل ومع منافسة ساندرز لكلينتون في عقر دارها والولاية التي مثلتها في مجلس الشيوخ منذ 2001 و2009. وتعود أهمية الولاية كون 247 مندوباً يمثلونها وتعطي ساندرز فرصة ذهبية للحاق بكلينتون في حال الفوز فيها معولاً على أصوات اليسار والليبراليين. ودعا ساندرز إلى مناظرة في الولاية قبل التصويت وهو ما لم توافق عليه كلينتون بعد. وستصوت ولاية ويسكونسن (شمال وسط) الثلثاء، حيث تعكس الأرقام منافسة حامية وتقدم كروز بفارق نقطتين على ترامب بين الجمهوريين، وتفاوت الاستطلاعات الديموقراطية بين كلينتون وساندرز. ويعكس نمط السباق في الحزبين أرجحية استمرار المعركة الديموقراطية إلى حزيران (يونيو) المقبل، وتواجه الجمهوريين في المؤتمر الحزبي في تموز وحشد الحملات فرقهم القانونية والمالية للمنازلة التاريخية.