أفاد استطلاع أجرته قناة «فوكس نيوز» بأن المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون حققت مزيداً من التقدّم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، إثر المناظرة الأولى بينهما الاثنين الماضي، وبفارق 3 نقاط (43 في المئة من نيات التصويت في مقابل 40 في المئة لترامب). أما المرشّحان الآخران، المستقل غاري جونسون ومرشّحة حزب البيئة جيل شتاين اللذان لم يشاركا في المناظرة، فحافظا على النسبة ذاتها من نيات التصويت، ونالا 8 و4 في المئة على التوالي. وأظهرت استطلاعات أخرى أن رصيد كلينتون تحسّن بعد المناظرة في الولايات الرئيسة التي تصب نتائجها في مصلحة هذا المعسكر أو ذاك. وكان لافتاً إعلان اللجنة المعنية بالمناظرات الرئاسية أن ترامب «كان على حق» حين اشتكى من نوعية مذياعه بعد المناظرة التلفزيونية مع كلينتون، على رغم أن تصريحاته لم تقنع كثيرين حينها، وبينهم منافسته التي قالت: «حين يشتكي أحد من المذياع يعني ذلك أنه لم يمضِ أمسية طيبة». على صعيد آخر، تدنّى مستوى الخطاب في المشادات بين ترامب وكلينتون، بعدما دعا المرشح الجمهوري مؤيديه إلى مشاهدة «شريط جنسي» لملكة جمال الكون السابقة عام 1996 الفنزويلية أليشيا ماتشادو التي تدعم منافسته، ما دفع الأخيرة إلى وصفه بأنه «غير متوازن». واتهم ترامب كلينتون بمساعدة ماتشادو لنيل الجنسية الأميركية «كي تستغلها في المناظرة الرئاسية الأخيرة. وكتب على «تويتر»: «خدعت ماتشادو حملة كلينتون التي صورتها كملاك من دون التحقق من ماضيها، وهذا أمر فظيع». وتابع: «استخدام أليشيا في المناظرة نموذجاً للفضيلة يظهر أن هيلاري النصابة تعاني من سوء التقدير، إذ استطاعت محتالة خداعها». وكانت هيلاري هاجمت خلال المناظرة ترامب بسبب إهانته ماتشادو علناً، معتبرة ذلك مثالاً على فظاظته في تعامله مع النساء». ثم نشرت حملتها شريط فيديو تظهر فيه ماتشادو وهي تقول بالإسبانية إن «ترامب صرّح بأنني قبيحة وسمينة، وهو أمر مذل عانيت منه كثيراً». ورأت المرشحة الديموقراطية أن هجمات ترامب عززت حججها بأنه «يفتقد التوازن والتعقل ليكون رئيساً». وزادت: «إنه جنون. أن يبقى رجل مستيقظاً طوال الليل لتشويه سمعة امرأة بسيل من الأكاذيب ونظريات المؤامرة؟ حين ينعره شيء لا يستطيع السكوت ويبدأ بالهجوم. هذا أمر خطير لرئيس». ويبدو ترامب غير قادر أحياناً على ترك أي انتقاد يمر بلا رد، فيما يرى مراقبون أن ذكر كلينتون لماتشادو «شكل طعماً لترامب لم يستطع مقاومته». إلى ذلك، اعتبر ترامب أن تأكيده العام الماضي أن المكسيكيين الذين يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية هم مغتصبون يجلبون الجريمة «تصريحات مقبولة تماماً خصوصاً أنها ساعدتني في كسب الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ويجب أن تجذب زبائن إلى مطعمه الجديد (واشنطن)». وقال ترامب، في شهادة أودعت في 16 حزيران (يونيو) في ملف دعوى قضائية رفعها ضد الطاهي الشهير جيفري زاكاريان الذي ألغى مشروع مطعم في فندقه الجديد، ويقول فيها أنه خسر أكثر من 10 ملايين دولار: «تطرقت إلى الهجرة غير القانونية، وأرى أن زاكاريان فقد فرصة فلو كان فتح المطعم لتلقى مساعدة بدلاً من التضرر من التصريحات». وكانت شركات عدة بينها «ماسي» ومحطة «أن بي سي» الإذاعية ومنظمة «ناسكار» لسباقات السيارات قطعت أيضاً صلات مع ترامب بعد تصريحاته. وفي ألمانيا، توقّعت مذكرة داخلية لوزارة الاقتصاد أن «يُلحق فوز ترامب برئاسة أميركا أضراراً جسيمة باقتصاد بلاده». وأوضحت المذكرة، التي نشرتها مجلة «دير شبيغل»، أن الوزارة «تتوقع انكماشاً في الناتج الإجمالي المحلي ووظائف أقل، ونسبة أعلى من البطالة في الولاياتالمتحدة، إذا نفذ المرشّح الجمهوري وعوده الانتخابية»، وبينها خفض الضرائب نحو 4.4 تريليون دولار، وكبح الأنظمة الحكومية واتخاذ موقف أكثر تشدداً في مفاوضات اتفاقات التجارة. ويقول ترامب إن خطته الاقتصادية ستؤدي إلى نمو سنوي نسبته 3.5 في المئة، وستوفر 25 مليون وظيفة خلال عقد. لكن اقتصاديين شككوا في هذه الافتراضات. واعتبرت المذكرة الألمانية أن تعهدات ترامب «غير قابلة للتطبيق، وستنتهك القانون الدولي أو الأميركي، ولا يمكن أن تكون أساساً لسياسة اقتصادية واقعية».