يتابع السعوديون بين فينة وأخرى، حرباً كلامية بين السويديين والنروجيين، اللتان تبعدان عن المملكة نحو ستة آلاف و500 كيلومتر. إلا أن تباعد المسافات لم يحل دون اهتمام السعوديين بهذين البلدين الاسكندافيين، وذلك من خلال متابعة أعداد كبيرة منهم حسابين ناطقين باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يحظيان بمتابعة واسعة من العرب. ويحظى حساب «السويد» بمتابعة أكثر من 240 ألف مستخدم، وهو موثّق رسمياً من «تويتر»، على خلاف حساب «النروج»، الذي يتابعه حوالى 40 ألف مستخدم. ويتجاوب الحسابان مع المتابعين بذكاء وخفة ظل، وغالباً ما تسقط تغريداته على طاولة النقاش بين المتابعين. وتكثر المشادات «المفتعلة» بين الحسابين، إذ يتكهن بعض المستخدمين أنها محاولة لرفع شعبية الحسابين، أو أنهما بإدارة واحدة، أو يديرهما شخصين مختلفين ينسقان مع بعضهما. وتمتهن الحسابات نشر المعلومات العامة عن الدولتين، وصور للمعالم التاريخية والثقافية فيها، وتتفاعل مع المتابعين الذين يكثرون السؤال عن طبيعة البلدين وعن السياحة والثقافة والسياسة فيها. ففي تغريدات سردت فيها «النروج» تاريخها وقصة انفصالها عن الدنمارك، أضافت «السويد» معلومة عن انفصال الدولتين: «عام 1905 انفصلت #السويد عن النرويج»، لترد النروج بأسلوب عنيد «انفصلت النرويج عن السويد». ورداً على سؤال المغرد عبد الرحمن، الذي وجهه إلى حساب النروج: «يقولون النرويج مهيأه للسياحة أكثر، صحيح هالكلام؟»، رد الحساب: «حسب ما تريد زيارته، ملاهي الأطفال غير منتشرة بكثرة مثلاً.» في إشارة إلى اهتمام «السويد» المتزايد بملاهي الأطفال والأماكن المخصصة لهم في الأماكن العامة وفق ما ينشره حساب السويد. وامتدح أحد المتابعين السعوديين الأجواء التي تظهرها الصور المنشورة على حساب السويد، قائلاً: «يارجال والله ان اجوائهم لها دور كبير الجو الجميل يساعد ع الرياضة، الحر لازم سياره، الرياضة تجلب السعادة، السياره تجلب الكأبه». ليتفاجئ بالجواب: «هل جربت أجواء 20 او 30 درجة تحت الصفر؟» لتنقلب الحال برد المتابع على الحساب «هل جربت 55 درجه والسيارة فرن متنقل». ورصد حساب السويد اهتمامه في الدراجات الهوائية وكثرة استخدامها، مشيرة إلى الخدمات المتوافرة لمستخدميها مثل «تواجد منفاخ الهواء في الأماكن العامة بكثرة»، لتداهم حديثه استرجاع السعوديين ذكرى افتتاح أول محطة تأجير دراجات هوائية في جدة، والتي تعرضت إلى السرقة في يومها الأول. وتطغى الحروب الكلامية على تغريدات تبادلها الحسابين، بدأت مع الاعتراف الذي نشره حساب السويد بانه «في #السويد نعتبر اللغة النرويجية طفولية لأن كلماتها تنتهي بالكسر او نزولًا»، لترد النروج بنفس الوتيرة «في #النرويج نقول أن السويديين يُحسنون الغناء أكثر من الكلام». واستمرت التغريدات بين كر وفر، فدون حساب السويد: «يقال أيضاً في #السويد أن تغيير لمبة يحتاج 7 نرويجيين»، فرد حساب النروج: «ويُقال في #النرويج أنه بالإمكان إغراق غواصة سويدية بمجرد طرق بابها». فرد السويد: «يقال ذلك في السويد عن الغواصات النرويجية، و لكن الغواصات السويدية جيدة في التخفي لدرجة أن البحرية الأمريكية تتدرب معها». وتلطيفاً للجو بين البلدين، قطع الحوار بينهما عرض قدمه المستخدم «محلل عالمي»: «تعالو السعوديه اجواء جميله ومشرقه طوال السنه و مصحوبه برذاذ التراب المنهش»، لتجيبه النروج «فكرة جيدة. الكثيرون من الإسكندينافيين يحبون الصحراء». وعلى رغم التغريدات التي يتكهن البعض أنها مشادات كلامية بين الحسابين، إلا أنهما يتبادلان رسائل الصباح والمساء، ويتشاركان المعلومات فيما يخص الحدود المشتركة بينهما والتاريخ المشترك.