غالباً ما يستهدف المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب النساء بالإهانات عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أوالتلفاز أو خلال اجتماعات، في سلوك قد يكلفه خسارة لحملته في انتخابات الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر). وعلى رغم أن ترامب يقول إنه «يحب» النساء ويرغب في «مساعدتهن»، إلا أن مواقفه الأخيرة من مذيعات وفنانات، وخصوصاً منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون لا تظهر ذلك. وفي موقف أخير له استهدف ترامب ملكة جمال الكون الفنزويلية السابقة أليشيا ماتشادو وأهانها لاكتسابها الوزن، فانضمت الأخيرة بذلك إلى لائحة صحافيات وممثلات الكوميديا وسياسيات وملكات جمال تعرضن إلى إهانات علنية من المرشح الجمهوري بسبب مظهرهن أو وصحتهن. وسخر ترامب من كلينتون خلال اجتماع نهاية الأسبوع الماضي في بنسلفانيا وقلدها عندما انهارت بعد إصابتها بعارض خلال إحياء مراسم ذكرى 11 أيلول (سبتمبر)، قائلاً إن «هذه المرأة التي يفترض أن تقف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تتمكن حتى من السير خمسة أمتار لتصل إلى سيارتها». وكان منذ أشهر وصفها ب«غير المتزنة» و«الفاسدة». وخلال المناظرة الرئاسية الأولى الأسبوع الماضي عندما كان الأميركيون ينتظرون من ترامب كلاماً عن قضايا تثير اهتمامهم، قرر ترامب مهاجمة الممثلة الكوميدية روزي أودونيل، والذي له ماض معها من تبادل اتهامات مستمر منذ أعوام. وقال ترامب إن أودونيل كانت «شريرة معي. قلت أشياء قاسية جداً عنها، وأعتقد أن الجميع سيوافق على ذلك. هي تستحق ذلك». وقبل ذلك، وصف ترامب الصحافية في «فوكس نيوز» ميغين كيلي ب «صحافية من الوزن الخفيف»، قبل أن ينتهي الخلاف بينهما في أيار (مايو). وتنضم إلى القائمة أيضاً الإعلامية ميكا برزيزينسكي، والتي تقدم برنامج «مورنينغ جو» السياسي الصباحي على «أم إس إن بي سي»، وقال عنها ترامب إنها «قليلة الثقة بنفسها»، بالإضافة إلى المرشحة السابقة للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري كارلي فيورينا، والتي انتقد مظهرها العام الماضي قائلاً: «انظروا إلى هذا الشكل. هل يمكن أن يصوت أحد لمثل هذا؟». وتقدمت كلينتون في استطلاعات الرأي مجدداً على ترامب في السباق الرئاسي، وحصلت على 42 في المئة من نوايا التصويت مقابل 36 في المئة لمنافسها الجمهوري، بحسب استطلاع جديد لشركة «بوليتيكو مورنينغ كونسالت» نشرت نتائجه أمس. وكشف الاستطلاع أن 55 في المئة من الناخبات باتت لديهن آراء أقل دعماً لترامب بعد هجماته على الفنزويلية ماتشادو. وتشكل النساء 52 في المئة من مجموع الناخبين. وقالت الخبيرة السياسية جين زينو من معهد ايونا إن «هذا يضعه حقاً في موقف صعب مع النساء»، وأن «الجمهوريين حساسون جداً لحقيقة أنهم خسروا (أصوات) نساء خلال انتخابات عدة». وحاولت حملة ترامب التوجه أخيراً إلى الناخبات مع الإعلان عن إجازة أمومة مدفوعة الأجر للنساء وخطة ابنته إيفانكا لمساعدة الأسر في تمويل رعاية الأطفال. وقالت زينو في هذا السياق إن «على مديرة حملته شد شعرها. هم يعملون من أجل كسب أصوات النساء، وهو يطلق تصريحات (...) ضد ملكة جمال منذ عشرات السنين». وأضافت: «هل سيكون مقتنعاً بأنه الشخصية المناسبة ليكون رئيساً؟»، مشيرة إلى أن الأمر بات يصبح «صعباً أكثر فأكثر».