قبل 4 أيام من الموعد المحدد لانتخاب رئيس للجزائر في 17 نيسان (أبريل) الجاري، بدأ الجزائريون في الخارج أمس، الاقتراع لاختيار أحد المرشحين الستة لقيادة البلاد، فيما ينهي هؤلاء اليوم حملتهم الانتخابية التي كشفت تقارباً في نسب التأييد بين الرئيس المرشح لولاية رابعة عبد العزيز بوتفليقة وبين رئيس الوزراء السابق علي بن فليس. وتزامنت الأيام الأخيرة من الحملة الرئاسية مع تجدد العنف في ولاية غرداية، إذ سقط قتيلان خلال 24 ساعة (للمزيد). وأعلنت حملات المرشحين الستة تنظيم تجمعات شعبية حاشدة في العاصمة الجزائرية اليوم، في حين سرّب أنصار بوتفليقة أنباءً عن احتمال ظهوره في شكل خاطف في التجمع الذي ستشهده القاعة البيضاوية في بن عكنون في العاصمة. وفضّل بن فليس قاعة كبرى في الرويبة في الضاحية الشرقية، لتنظيم تجمعه الانتخابي الأخير. ويمنع القانون الجزائري إعداد استطلاعات للرأي خلال الحملة الانتخابية، لكن مراقبين يحصرون التنافس بين بوتفليقة وبن فليس بفارق كبير عن منافسيهما الأربعة لويزة حنون وعلي فوزي رباعين وعبد العزيز بلعيد وموسى تواتي. ولاقى وكلاء بوتفليقة (77 سنة) السبعة الذين خاضوا الحملة الانتخابية نيابةً عنه، صعوبات بالغة، إذ مُنع مدير الحملة عبد المالك سلال موقتاً من مغادرة مطار بجاية (300 كلم شرق العاصمة) حين قصدها للمشاركة في تجمع شعبي، في حين نظمت المدينة ذاتها احتفالاً كبيراً لحملة بن فليس بعد ساعات قليلة على مغادرة سلال. ويُعدّ ذلك مؤشراً إلى معارضة منطقة القبائل للحكم الحالي، بعدما بقيت عصية على الحكومات الجزائرية على مدى ثلاثين سنة (منذ أحداث الربيع الأمازيغي عام 1982). ولم يتمكن ممثلو بوتفليقة من تنظيم تجمعات شعبية في منطقة الأوراس التي يتحدر منها بن فليس (70 سنة)، إذ استاء السكان من مزحة لسلال تضمنت عبارات مهينة لهم. واعتمد حلفاء بوتفليقة في الحملة الانتخابية على الترويج لسجل إنجازاته في السنوات ال15 التي قضاها في الحكم، عبر تحقيق السلم واستعادة الأمن. إلى ذلك، كشفت حملة بن فليس عن شعبية واسعة له بعد التحاق أحزاب صغيرة به، إضافةً إلى عشرات من الوزراء السابقين وجنرالات متقاعدين في الجيش. ويرفع بن فليس شعار محاربة الفساد، واتهم بوتفليقة بمحاباة «الأصدقاء والعائلة» في المشاريع الاقتصادية. وحققت التجمعات الشعبية لزعيمة حزب العمال اليساري لويزة حنون (60 سنة) حضوراً مقبولاً، لكنها لم ترفع خطاباً مناهضاً للرئيس، بل خصصت معظم حملتها لمهاجمة بن فليس. ودعت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المعارضة إلى وقفات احتجاجية بين 14 و 16 نيسان في ولايات بشار، وهران، الشلف، قسنطينة، باتنة وورقلة. كما نفذت حركة «بركات» (كفى) اعتصامات محدودة أمس، في 3 ولايات، قوبلت بقيود فرضتها الشرطة. وانضم تنظيم جديد إلى حركة «بركات» يطلق على نفسه «بزاف» (كثير).