مع اقتراب السابع عشر من نيسان (أبريل) الجاري موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر، يشعر جزائريون بقلق كبير إزاء مخاوف من اندلاع أعمال عنف في الشارع قد تندلع بين أنصار المرشحَين البارزَين، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس، الذي توعد بعدم السكوت عن حقه في حال حدوث تزوير. وقال إن «الملايين لن يسكتوا»، الأمر الذي فُهم على أنه دعوة لاحتلال الشارع. وتنتهي المهلة القانونية للحملة الانتخابية غداً، بعد أن تكون قد استمرت ل21 يوماً. ويُتوقع أن تشهد العاصمة الجزائرية في اليوم الأخير من الحملة تجمعات شعبية للمرشحين الستة في تقليد دأب عليه المتنافسون الرئاسيون بجعل العاصمة آخر المحطات، إذ تشكّل فرصة لإبراز الحشود الجماهيرية، بينما تبدأ عملية التصويت في الخارج اليوم في القنصليات الجزائرية حول العالم. وكانت الحملة الانتخابية التي بدأت باهتة، شهدت توتراً مفاجئاً مع تعرض فريق حملة بوتفليقة لهجمات شنّها محتجون، خصوصاً في ولاية غرداية ومنطقة القبائل. كما تعرضت تجمعات لمناصري بن فليس لهجمات مماثلة، في حين لم يتمكن مرشحون آخرون من عقد التجمعات بسبب غياب الجماهير. من جهة أخرى، تصب كل المؤشرات الشعبية والسياسية إلى فوز أكيد لبوتفليقة بولاية رابعة متتالية، نظراً لثقة ملايين الناخبين من الطبقة البسيطة فيه. ويعد بوتفليقة بمواصلة سياسة الإسكان، التي تُعتبر أبرز مشكلة اجتماعية في البلاد. كما يعد بدمج ملايين الشباب في سوق العمل ومواصلة سياسات الإقراض للشباب غير المتعلم لتنفيذ مشاريع استثمارية. في المقابل، يرجح البعض أن يصنع بن فليس المفاجأة ويحقق الفوز بالانتخابات. ووُضِع هذا الاحتمال ضمن سيناريو صممته دوائر السلطة، بإخراج بوتفليقة من الباب العريض وإحداث «تغيير هادئ» عبر بن فليس الذي لا ينفي أنه «إبن النظام». إلا أن مظاهر التوتر التي شهدتها الحملة، جعلت المراقبين يخشون اندلاع أعمال عنف قد تبدأ بمجرد إعلان النتائج. وسُئل علي بن فليس في مقابلة بثها التلفزيون الحكومي: «هل ستقبل بالهزيمة في حال فزت؟»، في إشارة إلى احتمال حدوث تزوير، فأجاب: «لن أسكت عن حقي، الملايين من الجزائريين لن يسكتوا». كما قال لخضر بن سعيد أحد داعمي بن فليس: «سنحتل الشارع إذا فعلوها». إلى ذلك، كشفت قيادات في تنسيقية الأحزاب المقاطعة للانتخابات الرئاسية بدورها، أنهم في إطار درس خيار الدعوة إلى إضراب عام لحث الجزائريين على عدم الخروج إلى الشارع يوم الاقتراع إلا للضرورة القصوى. وقال أحد قادة التنسيقية في مؤتمر صحافي أمس: «نحن لا ندعو لإسقاط النظام بل لإسقاط الفوضى داخل النظام». ويشارك في «تنسيقية المقاطعة» كل من رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ورئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور، والأمين العام للتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية محسن بلعباس، والأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، ورئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، ورئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي. كذلك، دعت حركة «بركات» (كفى) الجزائريين إلى التظاهر بكثافة اليوم، في 3 مدن في شرق البلاد (باتنة وقسنطينة وتبسة). وتبرأت الحركة من أعمال العنف التي اتُهمت بها من قبل حملة بوتفليقة بعد منع تجمع انتخابي لرئيسها عبد المالك سلال في بجاية قبل أسبوع.