مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها في نيسان (أبريل) المقبل، شهدت الجزائر أمس، يوماً انتخابياً حافلاً، إذ نظمت كل من أحزاب المعارضة والمولاة تجمعات شعبية حاشدة للترويج لمرشحيها الفعليين والمحتمَلين لهذا المنصب. وجدد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) عمار سعداني دعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للترشح لولاية رئاسية رابعة، لكن 37 حزباً معارضاً ردوا على تجمع الجبهة بتجمّع مماثل، رافضين المشاركة في الانتخابات في حال لم تنشأ هيئة مستقلة للإشراف، في حين صرح أحد قادة حملة رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس إلى «الحياة» أن «إعلان ترشحه رسمياً سيكون في يوم 19 من الشهر الجاري». وفي ظل احتمال توقيع مرسوم الهيئة الناخبة قبل الخميس المقبل، واستباقاً لأي مفاجآت، جمع أمين عام حزب الغالبية، الآلاف من الناشطين في «المركب الأولمبي محمد بوضياف» في بن عكنون في العاصمة، حيث دعاهم للهتاف بترشح بوتفليقة لولاية رابعة. وقال سعداني: «نحن هنا لنقول إننا رشحنا ابن الحزب والمجاهد عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية جديدة»، مؤكداً أن حزبه «لا يزال يطالب بتعديل الدستور». وكاد تجمع الحزب الحاكم أن يشهد أحداثاً مؤسفة، إذ وبعد دخول الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم للقاعة، نهض مئات من أنصاره هاتفين بحياته، ما أثار خلافاً مع المناصرين الآخرين ليحصل تبادل شتائم واشتباك لفظي محدود دام عدة دقائق. وفي المقابل، وفي نفس توقيت تجمع جبهة التحرير، عقد 37 حزباً معارضاً ومعهم عدد من الشخصيات المستقلة، تجمعاً مماثلاً في سيدي فرج في الضاحية الغربية للعاصمة. واشترطت المعارضة «تأسيس هيئة مستقلة كاملة الصلاحيات، تشرف على الانتخابات من البداية إلى إعلان النتائج»، للمشاركة في الاستحقاق. وقال رئيس جبهة النضال الوطني عبد الله بن حداد: «إن مطلبنا ثابت في تشكيل لجنة مستقلة وإبعاد الإدارة عن العملية تماماً». وتابع: «إننا ننادي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وليس الوزير الأول عبد المالك سلال لأخذ مطالبنا بجدية تفادياً لسيناريو التزوير».