قال الرئيس عبدالله غل في لقاء مع الوفد الاعلامي المرافق له إنه غادر سورية امس متفائلا بإمكان تحقيق السلام في الشرق الاوسط «في حال وجود شريك إسرائيلي»، مؤكدا ان الجانب السوري «صادق ومخلص وجاد» في السعي الى تحقيق السلام و «الانفتاح على الغرب»، وان دمشق «مستعدة للعودة الى طاولة المفاوضات في حال توافر الشريك». وكان غل يتحدث صباح امس مع إعلاميين اتراك وعرب رافقوه في زيارته لسورية التي استمرت ثلاثة ايام. وقال ردا على سؤال: «إن توقيع اتفاق سلام بين سورية واسرائيل قبل الفلسطينيين، لن يؤثر سلباً على الموقف التفاوضي الفلسطيني لأن تحقيق السلام بين سورية واسرائيل امر في غاية الاهمية وهو، إن تحقق، من شأنه ان يقول للعالم إن تحقيق السلام ممكن في المنطقة، ويدعم عملية السلام مع الفلسطينيين». واعرب عن «السرور البالغ» بما تحظى به تركيا من «ثقة» لدى المسؤولين العرب، الأمر الذي «يسهل لتركيا القيام بدور بناء» في الشرق الاوسط. وقال الرئيس التركي إن الادارة الاميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما «تختلف كثيرا عن سابقتها وإنها مهتمة بشؤون الشرق الاوسط، وعلى دول المنطقة الافادة من هذا التغيير من خلال ترتيب وتوحيد الصفوف والمواقف»، لافتاً الى «اهمية المصالحة العربية - العربية». ونوّه بالمصالحة بين سورية والسعودية، مشيرا الى ضرورة ان تمتد الى العلاقة بين سورية ومصر. وقال إن لتركيا «جهودا في هذا الاطار»، مشيرا الى انه اجرى محادثات مع الرئيس حسني مبارك في هذا الشأن قبل بدء زيارته لدمشق الجمعة الماضي، وقال: «المصالحة السورية - المصرية حيوية للغاية لتوحيد الصف الفلسطيني». واعرب غل في رد على سؤال عن التفاؤل بإمكان ان «تغيّر» الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو موقفها من عملية السلام، معولاً على زيارة نتانياهو لواشنطن اليوم، كما اشار الى ضرورة منح هذه الحكومة «بعض الوقت كي تخرج بموقف جديد». وفي هذا الاطار، اعتبر احتفاظ نتانياهو بملف المفاوضات السلمية «اشارة ايجابية»، وقال: «في نهاية المطاف، اسرائيل مضطرة الى الاعتراف بالتزامات الحكومة السابقة تجاه السلام»، مشددا على ضرورة بقاء الوضع في الشرق الاوسط هادئاً وآمناً الى حين عودة الاطراف الى طاولة المفاوضات. وكان الاسد أقام مأدبة عشاء مساء اول من امس في قلعة حلب التاريخية، بعدما ألقى غل محاضرة في جامعة المدينة، في وقت اتفقت دمشق وانقرة على برنامج تنفيذي لتحقيق التكامل الثنائي والتنسيق مع ايران والعراق. واكد غل: «هناك إرادة قوية وأكيدة لدى البلدين لتطوير نطاق التعاون القائم» بين دمشق وانقرة، و «التنسيق دائم بين مسؤولي البلدين في المحافل الدولية». وزاد ان بلاده «تولي اهتماما بالغا للاستقرار وإحلال السلام في الشرق الأوسط»، قائلا: «لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة من دون عودة الأراضي السورية واللبنانية المحتلة»، قبل ان يدعو الى «وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء حال الانقسام لأن الوحدة الوطنية أمر ضروري، ويجب على الجميع تحمل مسؤولياته لتحقيق هذا الهدف». وكان الرئيس التركي بحث مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري في تعزيز العلاقات الاقتصادية. وافادت مصادر رسمية ان الاجتماع اسفر عن الاتفاق على خطوات عملية شملت «اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين حاجات سورية من الموارد المائية من نهري الفرات ودجلة، وعقد اجتماع مشترك لوزراء الري والزراعة في البلدين لدرس آلية التعاون الإقليمي المشترك بين سورية وتركيا في مجال الزراعة والري واستصلاح الأراضي الزراعية وتأمين احتياجاتها اللازمة»، علماً ان العجز المائي يبلغ 2.3 بليون متر مكعب من اصل اجمالي الحاجة التي بلغت العام الماضي 19.3 بليون متر مكعب. وجرى الاتفاق في لقاء غل وعطري على «تجديد العمل بالعقد المتعلق بتزويد سورية بحدود 200 ميغاواط من محطات الطاقة التركية وعلى عملية ربط الشبكة الكهربائية السورية بالشبكة التركية، واستخدام شبكات نقل الغاز التركية لنقل كميات من الغاز الإيراني الى سورية»، وذلك في ضوء اتفاق دمشق وطهران على شراء الغاز الإيراني اعتبارا من نهاية العام الحالي عبر شبكة أنابيب الغاز التركية، اذ يتضمن الاتفاق شراء كميات من الغاز تبدأ بثلاثة بلايين متر مكعب يوميا لتصل لاحقا الى تسعة بلايين. واتفق ايضا على «عقد اجتماع عاجل بين وزراء النفط والري والمياه في سورية وتركيا والعراق لترجمة ما تم الاتفاق عليه بين هذه البلدان في مجال تأمين الموارد المائية وتعزيز التعاون في مجال النفط والغاز والطاقة الكهربائية». كما عقد اجتماع بين محافظي ثماني مدن حدودية سورية وتركية ل «توسيع برنامج التعاون الاقليمي ليشمل جميع المجالات الخدمية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية».