أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «أن مكافحة الإرهاب تبقى أولوية أساسية لفرنسا وأن القاعدة ومن ينتمي إليها عززت سيطرتها وعنفها القاتل في عدد من الدول، من باكستان الى مالي». ورأى «أن ثمة خطرا كبيرا يتمثل بظهور شبكة دائمة تربط بين القواعد الإرهابية من كويتا، جنوبأفغانستان، الى اليمن والصومال والساحل». وأكد بقاء فرنسا في أفغانستان مع حلفائها «ما دام الامر ضروريا ويطلب ذلك الشعب الأفغاني». وقال: «إن استقرار شبه الجزيرة العربية هو الموضوع في اليمن. فمنذ سنة عندما كانت حركة مسلحة تتوسع فيه وتهدد بالوصول الى السعودية الجارة تحملت دول عدة مسؤولية مكافحتها، من بينها فرنسا. هناك هدنة هشة قد تبعت المواجهات العنيفة ولكن المشكلة بقيت ولن تحل إلا بالحوار والإصلاحات». جاء ذلك في كلمة القاها ساركوزي في المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا في الخارج في قصر الإليزيه ويتناول مواضيع السياسة الخارجية الفرنسية. وقال الرئيس الفرنسي إن العمليات الإرهابية التي نُفذت في كمبالا «أظهرت أن ميليشيات شباب الإسلامية تملك القدرة على توسيع المواجهات الى أبعد من حدود الصومال، وأن انتصارهم في مغديشو قد يحوّل الصومال الى قاعدة انطلاق للقاعدة، ما يستكمل زعزعة استقرار منطقة، استقرارها هش بسبب المواجهات داخل السودان». واكد «ان فرنسا تقف الى جانب الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومكافحتهم للإرهاب هي مكافحتنا لأن أمنهم لا يمكن أن يفرّق عن أمننا». واضاف «ان في وسط قوس الأزمات هناك إيران حيث النظام يمارس سيطرته عبر القمع ويلجأ الى الإعدام بكثافة... فالنظام يغذي العنف والتطرف في المنطقة ويمثل اليوم التهديد الأساسي للأمن الدولي في موضوع أساسي هو الانتشار النووي». وشدد على «ان العقوبات على إيران ستنفذ بعزم وأن البديل هو مفاوضات جدية وملموسة». واضاف: «البعض يقول إن قوس الأزمات له سبب واحد وهو عدم حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فهذا غير صحيح لأن الذين يقتلون في بغداد أو في قندهار يريدون إزالة أعدائهم في العراق أو في أفغانستان». لكنه اعتبر: «إن حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي قد يقلب الأوضاع كلياً في الشرق الأوسط. والكل يعرف أسس الحل ويمكن توقيع اتفاق سلام في غضون سنة، وانطلاقة المفاوضات في 2 أيلول تخلق تطلعات كبرى وأمل كبير ينبغي ألا تخيّب». وقال إن فرنسا «تقترح عقد المؤتمر الثاني لمساعدة الفلسطينيين في فرنسا كي يستكمل تمويل بناء اقتصاد وبنية الدولة الفلسطينية المقبلة». وقال ساركوزي عن لبنان «في وقت الأمل يعود الى المنطقة يكون غير مقبول أن يقع لبنان مجدداً في العنف. فرنسا رحبت بزيارة الملك عبدالله والرئيس بشار الأسد لبيروت، وهي تدعم كلياً المؤسسات الديموقراطية فيه والرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري. وفرنسا التي تربطها علاقة ود عميقة بهذا البلد صديقة لجميع اللبنانيين. وهي تعمل من أجل استقرار لبنان المتعدد الطوائف التي ينبغي أن تتعايش جميعها في تسامح واحترام متبادل. وعمل الأسرة الدولية في لبنان، ليس إلا من أجل استقراره وهذا هو معنى مهمة يونيفيل في خدمة السلام وسيادة لبنان الذي ينبغي على جميع جيرانه أن يحترمها». الى ذلك علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن الرئيس المصري حسني مبارك يزور باريس حيث يلتقي ساركوزي يوم الإثنين في طريقه الى واشنطن. ومن المتوقع أن يقوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز زيارة رسمية لفرنسا في الأسبوع الأخير من الشهر المقبل.