حث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب العلماء على الوعي والحذر مما يحاك ضدهم، مؤكداً أن جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم فريضة شرعية وأوامر إلهية، ومن الواجب وأد كل خلاف يشق صف المسلمين ويفرق بينهم. وقال في خطبة «الجمعة» أمس إن بيت الله وحرمه وشعائره ومقدساته لم تنزل من الله إلا في مأمن وعليها منه حافظ يسخر الله لحفظها الإنس والطير والجماد، وفي الحديث المتفق عليه أنه في آخر الزمان تخسف الأرض بجيش يغزو الكعبة ومن آيات الله السالفات وأيامه الخالدات حمايته لبيته من غزو أبرهة وأفياله، إذ خلّد الله ذكرى الفيل وأهمل صاحبه هواناً له وإطفاءً لذكره. وأوضح أن نجاح موسم الحج نصر يفرح به المؤمنون ولا يكرهه إلا المنافقون، مشيراً إلى أن الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات جعل لإقامة ذكر الله. وبيّن أن موسم حج هذا العام كان بفضل من الله مظهر الاجتماع وهو السبب الثالث من أسباب النجاح، فاجتماع الحج هو أعظم مؤتمر على وجه الأرض يظهر فيه سعة أفق أهل السنة والجماعة في احتواء المسلمين كلهم من دون تفرقة، بل هو بشعار الإسلام وقصد رضا الرحمن والناس سواسية في لباسهم وقصدهم، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، مطالباً الأمة الإسلامية أن تعي هذا الموقف وأن تعلم أن التحدي الذي يواجه الأمة أكبر من الإغراق في التفاصيل. وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ عن الشرك الذي هو أعظم الموبقات فمن يشرك بالله فقد حرّم عليه الجنة مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار». وقال في خطبة «الجمعة»: «إن من أراد الفوز والنجاة عليه أن يكون على حذر من الشرك ووسائله وذرائعه حتى يصير آمناً مطمئناً»، مشيراً إلى أن من صور الشرك وأصوله تعظيم المخلوق لمخلوق آخر مهما كانت مرتبته، كما أن من صور الشرك الأكبر المحبط للعمل اعتقاد أن غير الله له تصرف في الكون وأنه ينفع ويضر.