فيما كل المؤشرات تدل الى أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية المحددة في 28 أيلول (سبتمبر) الجاري، لم تعد ضبابية وإنها ستلحق بسابقاتها من دون نتيجة. تبقى الملفات الاخرى ايضاً، وخصوصاً الأزمة الحكومية معلقة، الى حين انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، من دون تحديد مواعيدها حتى الآن، بانتظار عودة رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك. وعلى خط المواقف أكد الرئيس ميشال سليمان ان «المعركة الأكبر التي يجب ان تخاض اليوم، هي معركة الحفاظ على الدستور لضمان بقاء المؤسسات وعدم تعريضها للإنهيار بفعل التعطيل والشروط المسبقة وتغليب منطق الفرض والتعيين بدلاً من الاحتكام إلى الديموقراطية والعودة إلى الكتاب»، وشدد خلال استقباله وزراء الدفاع سمير مقبل، والمهجرين أليس شبطيني والشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، على «ضرورة عدم التخلي عن المعارك الأخرى المتمثلة بالالتفات إلى قضايا الناس المعيشية والحفاظ على الأمن الوطني الذي يشكل صمام أمان الاستقرار». واذ نبه من «خطورة المرحلة في ظل الفراغ الرئاسي والدعوات المتكررة إلى تغيير النظام»، دعا «جميع الوزراء إلى تسهيل عمل الحكومة والانتباه لكل خطوة في هذا الظرف الحساس، وأخذ العبر من تجارب الماضي بإيجابياتها والسلبيات، للحد من الأضرار الجسيمة التي يتكبدها لبنان جراء تعطيل الرئاسة ومجلسي النواب والوزراء». وشدد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أن «لا أحد يستطيع النيل من الميثاقية، لأننا التقينا كلبنانيين وعاهدنا بعضنا بعضاً على العيش معاً، ونحن مستمرون في هذا النهج». وأشار بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى انه قال «لصاحب الغبطة» إن من يطرح موضوح الميثاقية حري به أولاً ان يتوجه الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية. فالدستور ينص على أن الرئيس هو رمز وحدة الوطن، وان الميثاقية تتجسد بالشكل الأفضل بوجود رئيس، ولن تتأثر الميثاقية بغياب وزير من طائفة عن جلسة الحكومة إذا حضر اربعة وزراء آخرون. وأكد وزير العدل المستقيل أشرف ريفي في بيان أن «تمسك كتلة المستقبل بترشيح النائب سليمان فرنجية، ليس إلا مداواة للخطأ بالخطأ، فالنائب فرنجية والعماد ميشال عون متساويان بالالتزام بمشروع حزب الله الذي يهدد الدولة والمؤسسات وسيؤمنان الغطاء إن انتخبا، للدور الذي يلعبه الحزب كأداة لإيران في لبنان والمنطقة، وانتخاب أي منهما لن يكون تسوية بل استسلام»، داعياً «الجميع للعودة عن ترشيح فرنجية وعون، والتوقف عن هذا التسابق في إضافة المزايا التفاضلية لأحدهما على حساب الآخر، ووقف مسلسل التنازلات المجانية التي جربت في السابق من دون نتيجة. وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت، أن «هناك تواصلاً بين نادر الحريري والوزير جبران باسيل وهو طبيعي نقوم به كتيار مستقبل ونحن في حوار مع «حزب الله» فكيف نقاطع أفرقاء آخرين، هذه نقطة محسومة بالنسبة الينا منطلقها التواصل مع الآخرين ومع الجميع وهذا ليس مؤشراً سياسياً، بل هو مؤشر الى توجه سياسي عام ل «تيار المستقبل»، ونحن نرفض في هذه المرحلة مقاطعة أي طرف سياسي». ولفت فتفت الى أن «الجميع يدرك أن 28 أيلول لن يكون تاريخاً لانتخاب رئيس ما دام «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» مصرين على المقاطعة وعلى تعيين ميشال عون رئيساً حتى أصبح وصول الجنرال رمز استيلاء «حزب الله» على السلطة في لبنان». وقال: «إن القوات ستندم إذا انتخبت عون رئيساً». وأكد «أهمية التواصل في حوار المستقبل وحزب الله في ظل استبعاد الوصول إلى أي نتيجة». ورداً على سؤال قال: «التهديد بالنزول الى الشارع عقيم لأن الشارع لا يحسم أي قضية ولا ينتج إلا رد فعل في الشارع». وأكد ان تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي «سيحصل».