سجلت الموقوفة السعودية خلود الركيبي سابقة في تاريخ «الإرهاب النسوي»، بعد أن جهزت حزاماً ناسفاً، ودفعت بأحد أبناء المتأثرين بالفكر المتطرف إلى تفجير نفسه في عملية انتحارية، أحبطتها السلطات الأمنية أخيراً. وأسهمت الركيبي في تجنيد ابنيها؛ حمد الموسى، ونصار الموسى، وشقيقها ناصر الركيبي، وتقديم الدعم المادي واللوجستي للتنظيم الإرهابي «داعش»، ما يشير إلى التطور الكبير في الأدوار النسائية داخل التنظيمات الإرهابية، التي بدأت بأدوار بسيطة تتركز على جوانب النشر والإدارة، إلا أنها امتدت أخيراً إلى الأدوار القيادية والعسكرية. الموقوفة الأمنية خلود الركيبي تم إيقافها ضمن شبكة عنقودية إرهابية مرتبطة بتنظيم «داعش»، خططت لاستهداف مواطنين وعلماء دين ورجال أمن ومنشآت أمنية وعسكرية واقتصادية في مواقع مختلفة داخل المملكة، كما نشطت في إعداد وتجهيز الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، وتوفيرها لاستخدامها في عمليات إجرامية. المرأة الوحيدة في الخلية الإرهابية، اتهمت بحسب وزارة الداخلية - بتأييد التنظيم الإرهابي «داعش»، وتجهيز ابنها لتنفيذ عملية انتحارية، والمشاركة في نقل المتفجرات، وجهزت الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، وأسهمت في توفير الخرائط اللازمة لاستخدامها في العمليات الإرهابية الإجرامية، إضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي؛ من إيواء المطلوبين والتستر عليهم، وتمويلهم بالمال والسلاح، ونقلهم داخل المملكة، وتأمين وسائل النقل لهم. كما امتد دورها الإرهابي إلى العمل القيادي، وذلك برصد المواقع المستهدفة، وتقديم الدعم الإعلامي والإلكتروني، والتواصل مع القيادات في الخارج. لم يعد وجود الأسماء النسائية، ضمن القوائم الإرهابية أمراً مفاجئاً، إذ تحفل السجلات الأمنية السعودية بأسماء نسائية مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية تم توقيف بعضهن، وهرب بعضهن الآخر للانضمام إلى التنظيم في مناطق الصراع. ويخضع بعضهن الآن للملاحقة والمتابعة الأمنية، وعلى رغم ذلك فالركيبي سجلت الأشد دموية بينهن؛ بتجهيز أحد أبنائها لتفجير نفسه لمصلحة التنظيم الإرهابي. ومن الأسماء السعودية البارزة في عالم التنظيمات الإرهابية، سواء «القاعدة» أم «داعش»: «سيدة القاعدة» هيلة القصيّر، التي ماتزال موقوفة، وتعرف ب«أم الرباب»، وتم توقيفها في بريدة بعد ثبوت انتظامها في صفوف التنظيم، وقيامها بدعم ومساندة التنظيم وجمع الأموال له. كذلك، لقيت المصير المجهول نفسه وفاء اليحيى، التي خرجت مع أبنائها الثلاثة متسلّلة عبر الحدود السعودية - اليمنية، ثم انتقلت من اليمن إلى العراق من طريق سورية، ومايزال مصيرها وأطفالها مجهولاً، وكذا الموقوفة عبير الحربي، المرأة الأولى التي قُبض عليها بعد أن شاركت فعلياً في ارتكاب عملية إرهابية أودت بحياة 15 من رجال الأمن وآخرين، والمطلوبة ندى القحطاني الملقبة داخل تنظيم «داعش» ب«أخت جليبيب»، التي عينها أبوبكر البغدادي مسؤولة عن كتيبة الخنساء الميدانية بالرقة. وتضم القائمة وفاء الشهري، وهي زوجة نائب زعيم تنظيم القاعدة في اليمن سعيد الشهري، التي برزت إثر استخدام التنظيم لها إعلامياً لدعم أعمال الموقوفة هيلة القصيّر، قبل القبض عليها ومحاكمتها. وأخيراً دخلت القائمة ريما الجريش، زوجة الموقوف محمد الهاملي، وابنها معاذ (15 عاماً) المشاركة في القتال بسورية، ثم لحقت به مع أطفالها الأربعة، وتردد أخيراً خبر مقتلها في مناطق الصراع. تضاف إليها الموقوفتان مي الطلق، وأمينة الراشد، اللتين تمكنت أجهزة الأمن في منطقة جازان من القبض عليهما، وبصحبتهما ستة أطفال، أثناء محاولتهما عبور الحدود الجنوبية إلى اليمن. كما أوقفت الجهات الأمنية في آب (أغسطس) ثلاث سعوديات حاولن الالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي بسورية. وكشفت العمليات الأمنية الأخيرة تطور الأدوار النسوية الإرهابية، التي بدأت مع التنظيم الأم (قاعدة الجهاد) بجمع الأموال وإدارة المواقع الإلكترونية، لتمتد إلى تنظيم الاعتصامات غير النظامية، وتعزيز الأفكار الإرهابية المتطرفة، إضافة إلى قيادة الجيوش الإلكترونية، ودفع الأقارب إلى مواقع الصراع خارج المملكة، والتستر على المطلوبين وتسهيل تنقلهم، وأخيراً تجهيز الأبناء لتفجير أجسادهم. وكانت حملة «السكينة» التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، أكدت في دراسة لها أن أسباب مشاركة المرأة ضمن جماعات متطرفة تكون بنسبة 32.40 في المئة فكرية، و16.33 في المئة عاطفية، و53.26 في المئة اجتماعية. ولفتت الدراسة إلى أن «داعش» ابتكر إجراءات وأساليب جديدة تختلف عما كان معهوداً في «القاعدة»، التنظيم الأم الذي انشق عنه، إذ سمح «داعش» للنساء بلعب مزيد من الأدوار التنفيذية، ما يمثل عنصر جذب للنساء والفتيات اللاتي قد يجدن فيه أحد أشكال تحرر المرأة داخل تلك المجتمعات المتطرفة شديدة الانغلاق، من هذه الأساليب تأسيس كتائب خاصة بإدارة وقيادة نسائية.