يقترب العام الهجري الحالي من نهايته، بعد أن شهد 19 عملية إرهابية يقف خلفها تنظيم داعش الإرهابي، نُفذ منها 7 عمليات فقط، فيما أحبطت الجهات الأمنية 6 عمليات، و6 عمليات أخرى فشلت في تحقيق أهدافها. وأعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الرياض أمس، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط تنفيذ 4 عمليات إرهابية استهدفت مواقع أمنية ودينية ورجال أمن ومواطنين وعلماء، كان من المقرر تنفيذها في 13 جمادى الأولى وأيام 15 و16 و17 من الشهر نفسه. وعن مدى ارتباط إيران بتنظيم داعش ووقوفها خلفه، أشار اللواء التركي إلى أنه من المعروف دوليا أن إيران دولة تصنف على أنها راعية للإرهاب، مضيفا: "وبالتأكيد فإن البغدادي يعرف جيدا هو في خدمة من". متابعة التهديدات أوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في بيان صحفي أمس، أن الجهات الأمنية المختصة ومن خلال متابعتها للتهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن المملكة ومقدراتها وتعقب القائمين عليها، قيض الله عزّ وجلّ لها من خلال عملية أمنية تمت على مراحل استمرت لعدة أشهر إحباط عمليات إرهابية كلفت بتنفيذها شبكة إرهابية مكونة من ثلاث خلايا عنقودية ترتبط بتنظيم "داعش" الإرهابي وتستهدف مواطنين وعلماء ورجال أمن ومنشآت أمنية وعسكرية واقتصادية في مواقع مختلفة.
أنشطة الخلايا أبان اللواء التركي أن خلايا هذه الشبكة نشطت في إعداد وتجهيز الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتوفير الخلائط اللازمة لذلك لاستخدامها في عملياتهم الإجرامية، وتقديم الدعم اللوجستي من إيواء للمطلوبين والتستر عليهم، وتمويلهم بالمال والسلاح ونقلهم داخل المملكة وتأمين وسائل النقل لهم، ورصد المواقع المستهدفة، وتقديم الدعم الإلكتروني والإعلامي للتنظيم، والتواصل مع قياداته بالخارج في جميع نشاطاتهم، كما تكشف ما يشير إلى علاقتهم بجرائم أخرى وقعت في السابق.
أسماء أعضاء الشبكة أشار المتحدث الأمني لوزارة الداخلية إلى أن عدد عناصر تلك الشبكة بلغ 17 شخصاً بينهم امرأة، تم القبض عليهم بشكل كامل، وجميعهم من الجنسية السعودية عدا ثلاثة، أحدهم من الجنسية اليمنية والآخران من الجنسية المصرية والفلسطينية، وهم كل من: -1 أحمد محمد أحمد البناوي عسيري "سعودي الجنسية" -2 أسامة عبد الله صرصور "فلسطيني الجنسية" -3 إسماعيل سعدي البشري "سعودي الجنسية" -4 حمد عبد الله محمد الموسى "سعودي الجنسية" 5 - خالد مشعل خالد العتيبي "سعودي الجنسية" 6 - خلود محمد منصور الركيبي "سعودية الجنسية" 7 - خالد أحمد سعد المالك "سعودي الجنسية" 8 - سلطان بخيت بندر العتيبي "سعودي الجنسية" -9 عبد الرحمن فارس عامر المري "يمني الجنسية" -10 عبد الله عبد الرحمن طويرش الطويرش "سعودي الجنسية" -11 عبد الله صالح سلمان الشمري "سعودي الجنسية" -12 عمر عبده عبد الحميد الزغبي "مصري الجنسية" -13 محمد فهد محمد القحطاني "سعودي الجنسية" -14 محمد أحمد محمد الأحمري "سعودي الجنسية" -15 ناصر محمد منصور الركيبي "سعودي الجنسية" -16 نايف نافع حاكم البشري "سعودي الجنسية" -17 نصار عبد الله محمد الموسى "سعودي الجنسية" نتائج العملية الأمنية أضاف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن العملية الأمنية تحققت من خلالها النتائج التالية: أولا: إحباط أربع عمليات إرهابية بلغت مراحل متقدمة من الإعداد وهي على النحو التالي: -1 إحباط عملية بتاريخ 13 / 5 / 1437 كانت تستهدف أحد منسوبي وزارة الدفاع بالرياض بعد رصده وتجهيز العبوة المتفجرة لإلصاقها بسيارته. -2 إحباط عملية كانت تستهدف الطلاب المتدربين بمدينة التدريب بالأمن العام، وذلك بوضع عبوة ناسفة عند البوابة لتفجيرها عن بعد أثناء خروجهم يوم الأربعاء 15 / 5 / 1437، ووصلت الترتيبات في تلك العملية إلى المراحل النهائية. -3 إحباط عملية تسليم حزامين ناسفين بتاريخ 16 / 5 / 1437 والإطاحة بالمكلفين بها، ومداهمة وكر إرهابي بمحافظة القويعية وضبط ما فيه من مواد متفجرة. -4إحباط عملية انتحارية والقبض على الانتحاري المكلف بالتنفيذ الموضح اسمه بالفقرة رقم (17) / نصار عبدالله محمد الموسى "سعودي الجنسية" وبحوزته حزام ناسف وعبوة متفجره، بعد أن قام في مراحل الإعداد للعملية برصد مواقع بمحافظة الأحساء دينية وأخرى عسكرية تابعة لوزارة الحرس الوطني، وحددها على الطبيعة وبعث إحداثياتها للتنظيم في الخارج لاختيار أحدها من قبلهم وتكليفه باستهدافها، إذ حدد يوم الجمعة 17 / 5 / 1437 موعدا للتنفيذ، بالإضافة لرصده قبل ذلك مسجد الإمام الرضا الذي تم استهدافه بتاريخ 19 / 4 / 1437.
ثانيا: كشفت التحقيقات الأولية عن تورط هذه الشبكة في الجرائم التالية: 1- إيواء منفذي عملية تفجير مسجد "الإمام الرضا" بحي المحاسن بمحافظة الأحساء بتاريخ 19 / 4 / 1437، وهما الموقوف/ طلحة هاشم محمد عبده "مصري الجنسية"، والانتحاري / عبدالرحمن عبدالله التويجري، المعلن عنهما بتاريخ 22 / 4 / 1437، وتسليمهما حزامين ناسفين وتدريبهما على ارتدائهما، وتأمين أسلحة آلية لهما، ونقلهما إلى محافظة الأحساء لتنفيذ العملية. 2- تفجير السيارة العائدة (لأحد منسوبي القوات البرية) في حي العزيزية بالرياض بتاريخ 29 / 4 / 1437 باستخدام عبوة متفجرة. 3- رصد نقطة التفتيش الأمنية الواقعة على طريق الحائر بالرياض والتي قام باستهدافها بعملية إرهابية ليلة عيد الفطر لعام 1436 الانتحاري/ عبدالله فهد عبدالله الرشيد (المعلن عنها بتاريخ 29 / 9 / 1436). 4- المشاركة في محاولة فاشلة لتفجير أنبوب النفط الواقع شمال قريتي "لبخة وحويته" بمحافظة الدوادمي، التي قام بتنفيذها الموقوف/ عقاب العتيبي وعادل المجماج الذي قتل بوادي النعمان بتاريخ 28 / 7 / 1437. 5- التنسيق مع الموقوف / أسامة أحمد الراجحي "يمني الجنسية"، منفذ عملية قتل العميد متقاعد الشهيد/ أحمد فائع العسيري "رحمه الله" (المعلن عنها بتاريخ 6 / 5 / 1437) قبل ارتكابه جريمته. 6- رصد علماء ومراكز ونقاط أمنية لاستهدافها بعمليات إرهابية لم تنته من مراحل الإعداد. ثالثا: نتج عن العملية الأمنية ضبط ما يلي: عبوات ناسفة شديدة الانفجار منها عبوات لاصقة بلغ وزنها الإجمالي 19 كيلو جراما و620 جراما أحزمة ناسفة جاهزة للتفجير بلغ وزنها الإجمالي 7 كيلو جرامات و520 جراما أكواع حديدية تستخدم كعبوات متفجرة أسلحة آلية وكواتم صوت وذخيرة حية مبلغ مالي يتجاوز 600 ألف ريال
داعش يلجأ لصندوق الميت لنقل متفجراته الرياض: سليمان العنزي كشف ممثل المباحث العامة العميد بسام عطية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الداخلية أمس، عن لجوء تنظيم "داعش" الإرهابي إلى طريقة جديدة لتسليم المتفجرات والأسلحة للعناصر المكلفة بتنفيذ أعمال إرهابية داخل المملكة، تتمثل في قيام العناصر المنوط بها نقل الأسلحة والمتفجرات بوضعها في موقع ما، لتقوم عناصر أخرى باستلام الأسلحة والمتفجرات بدون أن تلتقي المجموعتان، وهي طريقة مشابهة لطريقة قديمة استخدمها المنتمون للجماعات الإرهابية في عمليات جمع التبرعات منذ سنوات طويلة يطلقون عليها "صندوق الميت". وأكد العميد عطية أن الخلايا الإرهابية التابعة ل"داعش" استخدمت أسلوبا جديدا في نقل المتفجرات والأسلحة تكرر في أكثر من حالة من الحالات المضبوطة مؤخرا، حيث يتم نقل المتفجرات من معاقل التنظيم في مناطق الصراع عبر عناصر مكلفة بذلك، ويتم استلامها من قبل عناصر أخرى دون أن تلتقي العناصر المكلفة بالتسليم بالعناصر المكلفة بالنقل، ودون أن تتعرف عناصر المجموعتين على بعضهما.
4 دلالات للبيان الأمني أبرزها قوة الجبهة الداخلية الطائف: ساعد الثبيتي حمل بيان وزارة الداخلية الذي كشفت فيه أمس عن إنجاز أمني جديد، يتضمن إحباط عدد من العمليات الإرهابية خلال الأشهر الماضية والقبض على شبكة إرهابية مكونة من 17 عنصرا من بينهم امرأة و3 مقيمين، 4 دلالات يمكن قراءاتها، من أهمها قوة الجهة الداخلية المعنية بمكافحة الإرهاب، إلى جانب جبهة الدفاع عن حدود الوطن، وملف الحج الذي اضطلعت به وزارة الداخلية وسجل نجاحا باهرا هذا العام. وقال مراقبون إن البيان يحمل بين ثناياه دلالات مهمة، أولها قوة الجبهة الداخلية المعنية بمكافحة الإرهاب والمخدرات من خلال الإنجازات الأمنية التي تتحقق بشكل مستمر. وأضافوا أن الشبكة العنقودية التي تم القبض عليها، توضح أن جل المقبوض عليهم في أعمار تتراوح بين منتصف العقد الثاني ومنتصف العقد الثالث، وأن أدوارهم لوجستية تتمثل في التخطيط والدعم والاستقطاب والإيواء. ومن الدلالات التي يمكن قراءتها من ثنايا البيان، أن الفكر الإرهابي النسائي ينشأ من الأسرة، إذ إن المرأة الوحيدة من بين العناصر المقبوض عليها شقيقة لأحد المقبوض عليهم، وكذلك تراجع نسبة المقيمين من المتورطين في العمليات الإرهابية. إفشال مخططات أعداء المملكة أكد اللواء منصور التركي، أن وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن مخططات أعداء المملكة التي يستهدفون بها عقيدتها وأمنها ومقدراتها وأبناءها لا تزال تسعى بشتى السبل والوسائل لتحقيق أهدافها، لكن الله بمنه وكرمه أفشل مسعاهم، وهيأ على يد الجهات الأمنية ومواطني هذه البلاد والمقيمين على أراضيها ما يكشف أمرها ويبطل ما يراد من ورائها من إفساد في الأرض، بأعمال شددت شريعتنا الإسلامية على تحريمها وغلظت من عقوبة مرتكبيها، وبمشيئة الله ستظل هذه البلاد في منعة مما يحاك ضدها وارفة بالأمن شامخة بسواعد أبنائها.. والله الهادي إلى سواء السبيل.