لجأ تنظيم «داعش» الإرهابي لتجنيد الوافدين لتنفيذ مآربه الخبيثة في أرض الحرمين الشريفين، مستغلا من باعوا ضمائرهم ودينهم لعبادة الشيطان. ولم يكن الهالك الباكستاني عبدالله قلزار خان (35 عاما) منفذ العملية الانتحارية الأخيرة في مواقف السيارات المجاورة للقنصلية الأمريكية بجدة، الأجنبي الأول الذي سعى التنظيم لاستغلاله في تنفيذ جرائمه، إذ سبق وأن جند «داعش» الإرهابي طلحة هشام محمد عبده (مصري الجنسية) والذي قبض عليه أثناء محاولة تفجير حزام ناسف كان يرتديه للتفجير في مسجد الرضا بحي المحاسن بمحافظة الأحساء، مع انتحاري آخر عبدالرحمن بن عبدالله بن سليمان التويجري والذي هلك بالتفجير نفسه عند محاولتهما الدخول إلى المسجد. ورغم أن هناك فارقا بين الهالك الباكستاني والإرهابي المصري، إذ إن الأول ظل طيلة السنوات التي أقام فيها بالمملكة يخزن سمومه للنيل من الأرض التي احتضنته، فيما الثاني جهز عدته في الخارج للنيل من المملكة، إذ قدم طلحة للمملكة بتاريخ 23 / 9 / 1434 برفقة أسرته بتأشيرة زيارة عائلية، ليستغل التأشيرة للتفجير والقتل، فيما تعرض لإصابات عدة عن محاولته تفجير الحزام الناسف، وقد خضع لرعاية صحية لعلاجه منها، فيما تنتظر إحالته للجهات العدلية. وفي ما يخص الدعم اللوجستي لأعمال تنظيم «داعش» الإرهابي داخل السعودية لم يسندها قيادة التنظيم في الخارج على العناصر السعوديين لها في الداخل في تنفيذ المهام التي توكل لهم، بل استعان بعدد من الجنسيات الأخرى، من ضمنها ما أعلنت عنها وزارة الداخلية في بيان لها في شوال الماضي بالقبض على 431 إرهابيا يشكلون أربع خلايا إرهابية تضم عددا من المواطنين إضافة إلى أجانب يحملون جنسيات أخرى منها الجنسية اليمنية، والمصرية، والسورية، والأردنية، والجزائرية، والنيجيرية، والتشادية، وآخرون غير محددي الهوية. وكان من أخطر الأجانب المقبوض عليهم داخل السعودية عام 1431 الإرهابي ياسر محمد شفيق البرازي الذي يحمل الجنسية السورية، وكان المسؤول عن تحضير المواد المتفجرة وصناعة الأحزمة الناسفة وتجهيزها لتسليمها لعناصر إرهابية لتنفيذ جرائم إرهابية داخل المملكة، إذ حول المنزل السكني الذي يقطنه في حي الفيحاء شرق الرياض إلى معمل متكامل لصناعة الأحزمة الناسفة. ووجدت الأجهزة الأمنية خلال مداهمة ذلك المعمل حزامين ناسفين مجهزين بالمواد المتفجرة، إضافة إلى براميل تحوي خلائط كيميائية ومواد مصنعة لذلك، وكانت تقيم معه بصفة غير نظامية في نفس المنزل امرأة فلبينية الجنسية تدعى ليدي جوي ابان بالي نانج تساعده في خياطة وتحضير وتجهيز الأحزمة الناسفة.