أعلنت حكومة جنوب السودان انها بدأت باتخاذ خطوات عملية لطرد المتمردين السودانيين من أراضيها وحمّلت الخرطوم مسؤولية البطء في تنفيذها. وأعرب سفير جوبا في الخرطوم، ميان دوت عن دهشته إزاء التهديدات التي بثها وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية كمال اسماعيل في شأن إغلاق الحدود ما لم تلتزم جوبا طرد المتمردين، مبدياً أسفه حيالها. وأشار إلى «تأجيل اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الدولتين، الذي كان مقرراً في 4 أيلول (سبتمبر) الجاري، بناءً على رغبة الخرطوم». وأوضح أن بلاده دعت «الخرطوم إلى عقد الاجتماع في موعده، بناءً على الالتزام الذي قطعه النائب الأول لرئيس دولة الجنوب تعبان دينق لحسم ملف الترتيبات الأمنية». وذكر أن «جوبا مضت باتخاذ خطوات عملية لطرد المتمردين السودانيين عن أراضيها، والقيادة السودانية على مستوى الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول بكري حسن صالح، ووزير الدفاع ومدير الأمن على علم بها». وتابع: «ربما وزير الدولة للشؤون الخارجية لا علم له بها، لذا أدلى بالتصريح». من جهة أخرى، نفت المعارضة المسلحة في جنوب السودان معلومات بأن مشار سيذهب إلى جنوب أفريقيا كلاجئ وفق مقترح الحكومة الكينية. وكانت صحيفة «ديلي نيشن» الكينية نقلت عن الناطق باسم الرئيس أوهورو كينياتا أن جنوب أفريقيا وافقت على استضافة نائب رئيس جنوب السودان السابق. وصرّح مسؤول الاتصالات في الحكومة الكينية مانوح إسيبيسو إلى الصحيفة نفسها أن الرئيس كينياتا ألغى رحلته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية من أجل حضور مناقشة الأوضاع في الصومالوجنوب السودان، مشيراً الى أن جنوب أفريقيا أعربت عن استعدادها لاستضافة مشار كلاجئ على أراضيها. إلا أن جيمس داك قاديت المتحدث باسم مشار نفى تلك الادعاءات، مشدداً أنهم ليسوا على علم بالمقترح الكيني الذي يجعل قائدهم مشار لاجئاً في جنوب إفريقيا. في تطور آخر، كشفت حكومة جوبا أنها تجري محادثات مع نائب رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال بيتر قديت ياك، الذي انشق عن مشار في العام 2015، بهدف توطيد السلام والاستقرار في البلاد. إلى ذلك، اتهم الجيش الحكومي في جنوب السودان بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في البلاد (يونميس) بمساعدة المتمردين، لكن البعثة رفضت الاتهام بشدة. وقال الناطق باسم الجيش العميد لول رواي كوانق للصحافيين في جوبا إن مسلحين خرجوا من مواقع الأممالمتحدة لحماية المدنيين وشنوا هجمات ضد الشرطة والجيش في جوبا الأسبوع الماضي، مضيفاً أن الهجوم تزامن مع النقل الجوي الذي كانت تقوم به بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو للمقاتلين المتمردين الفارين من جنوب السودان. وأردف كوانق «الأممالمتحدة وضعت المدافع في صناديق وتم تحميلها على الطائرة وكان مقاتلو الجيش الشعبي - فصيل مشار على متن الطائرة وهذا أمر خطير جداً، وعليه فإن بعثة اليونميس والأممالمتحدة تجعلان البيئة مواتية لازدهار التمرد وأنهما أصبحتا طرفاً في ذلك». لكن البعثة الدولية رفضت تلك الاتهامات بشدة، وأعربت عن قلقها من هذه المزاعم التي أطلقها الجيش.