أوضح وكيل أمين المنطقة الشرقية للخدمات المهندس عبدالله القرني، ل«الحياة»، أن مركز تدريب وتأهيل العاملين في مدينة الدمام، الذي تم تشغيله قبل شهر رمضان الجاري، يهدف إلى «تدريب العاملين في صالونات الحلاقة ومغاسل الملابس والمطاعم والمنشآت الغذائية، للحد من حالات التسمم والأمراض التي تصيب متناولي الأطعمة ومرتادي صالونات الحلاقة، جراء عدم التزام العاملين في هذه المنشآت بأصول النظافة، وقواعد إعداد الطعام، وكيفية تعقيم أدوات الحلاقة وأجهزة غسيل الملابس». وعن الرسوم المفروضة على كل متدرب، قال: «تقرر أن تكون الرسوم ألف ريال لمدة ثلاث سنوات، وهي مدة الرخصة، أي ما يعادل نحو 300 ريال في السنة، وهو مبلغ زهيد إذا ما قورن بالمكاسب التي ستعود على العامل وصاحب المنشأة جراء هذا التدريب. وبالتالي فإن ما يتحقق للعامل وصاحب المنشأة حتماً سينعكس إيجاباً على المستهلكين، ومتى ما رضي المستهلك عن الخدمات المقدمة له، وسلامتها ونظافتها، فإن ذلك بالضرورة سيحقق مكاسب مالية إضافية لصاحب المنشأة، فضلاً عن أن الدراسات توضح أن أخطاء العمال تكلف بعض أصحاب المنشآت الغذائية سنوياً نحو 10 آلاف ريال كغرامات، بسبب تدني مستوى خدمات العمال، وعدم تطبيقهم الشروط الصحية المطلوبة. وبالتالي فإن شهادة التدريب التي يمنحها المركز لا تكلف العامل سوى 300 ريال سنوياً. بينما العوائد المرجوة منها تفوق هذا الرقم بكثير». وحول إمكان إعفاء بعض العاملين في هذه المنشآت من التدريب، لامتلاكهم خبرة طويلة في هذه الأعمال، قال القرني: «الهدف من الدورات التدريبية الحد من الأمراض، والتدريب على طريقة إعداد الطعام في شكل صحي، ومنع التسمم ونقل الفيروسات، فهناك من له أكثر من 15 عاماً في مجال عمله. ولكنه غير منضبط وغير ملتزم بهذه القواعد، بل ليس له علم بها. وبالتالي ليست العبرة بعدد سنوات العمل، بل بمدى التزام العاملين في هذه المنشآت بالقواعد الصحية»، مضيفاً أنه «من واقع عملنا واطلاعنا ووقوفنا على هذه المحال، فإن الغالبية العظمى من هؤلاء العاملين بحاجة إلى هذه الدورات». وذكر ان المركز «مجهز بالمقتنيات والأدوات كافة. وأن كادر التدريب من جنسيات مختلفة، إذ رُوعيت جنسية ولغات العاملين في هذه المنشآت، فهناك مدربون متمكنون ومتخصصون من الفيليبين، وتركيا، ومصر، والأردن، وباكستان، وغيرهم»، مضيفاً أن «الهدف من هذه المراكز حماية المستهلك، وتنظيم عمل هذه المنشآت الغذائية في سبيل الرقي بجودة الخدمات المقدمة والارتقاء بالمستوى الصحي لتلك المنشآت»، مبيناً ان إنشاء المركز جاء «تمشياً مع قرار وزارة الشؤون البلدية والقروية، بافتتاح خمسة مراكز تدريب متخصصة، في: الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، والدمام، كمرحلة أولى، ثم ستعمم على مدن المملكة كافة». ويحوي المركز 16 قاعة تدريب، تستوعب 1200 متدرب في اليوم. ويعمل خمسة أيام في الأسبوع، وقد جهز بنماذج مثالية للمطاعم وصالونات الحلاقة والمغاسل، بحيث يتم تدريب العاملين على أرض الواقع، من دون الاكتفاء بالكلام النظري. وسيكون ذلك تحت إشراف متخصصين في هذا المجال، بهدف تعريف العمال بالمستوى الصحي المطلوب تطبيقه على أرض الواقع، للارتقاء بمستوى تلك المنشآت، والحد من حالات التسمم الغذائي، التي أقلقت المسؤولين والمختصين طوال السنوات الماضية، لما تشكله من خطر على صحة المستهلك، بعد ان سجلت حالات كثيرة في فترات متفاوتة في عدد من مدن المملكة. واتضح أن للعمال في المطاعم والتجهيز وتداول الغذاء دوراً رئيساً في حدوث حالات التسمم الغذائي». وأشار القرني، إلى أن ترسية المشروع تمت من خلال منافسة عامة، تقدمت لها شركات متخصصة في هذا المجال. وتمت ترسية المشروع بحسب الشروط والمواصفات التأهيلية المتعارف عليها نظاماً. وأضاف ان «أمانة الشرقية شكلت فريق عمل من المختصين في صحة البيئة، للمعاينة ميدانياً، والتأكد من التدريب وتصحيح الأخطاء في مواقع العمل في المطاعم والصالونات والمغاسل»، مؤكداً أن الهدف من إنشاء المركز هو «حماية المستهلك بالدرجة الأولى، والارتقاء بمستوى هذه الخدمات، والحد من الأخطار الصحية الناتجة من الممارسات الخاطئة في تلك المنشآت الغذائية».