أظهر إعلان موسكو عن فحص جديد للمطارات المصرية سيجريه في وقت لاحق وفد فني روسي قبل استئناف رحلات الطيران بين روسيا ومصر، عدم الوصول إلى نتائج حاسمة في هذا الصدد، مع انتهاء مهمة وفد فني وأمني روسي لفحص الإجراءات الجديدة في المطارات لتأمين السياح الأجانب. ورفض مسؤول مصري معني بملف المفاوضات بين البلدين في هذا الشأن التعليق على الأمر، واكتفى بالحديث عن تلبية السلطات طلبات الجانب الروسي وتوريد وتركيب أجهزة متطورة ذات تقنية عالية تُساعد في تأمين المطارات وروادها. وأعرب عن الأمل في استئناف حركة الطيران قريباً. وقال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف أمس إن وفداً يضم خبراء روسيين في مجال الطيران، سيجري فحصاً إضافياً في مطارات مصر قريبا، من دون تحديد موعد لتلك الزيارة. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال قبل أسابيع إن بلاده تتوقع عودة السياحة الروسية إلى مصر «قريباً جداً». وتحدث مستثمرون في مجال السياحة عن احتمال عودة التدفقات السياحية مع بدء موسم الخريف. وهوت قبل نحو عام طائرة ركاب روسية في صحراء شبه جزيرة سيناء بعد نحو 20 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، وقُتل أكثر من 220 من ركابها وطاقمها نتيجة انفجار على متنها. ورجحت موسكو وأجهزة استخبارات غربية سقوط الطائرة بسبب «عمل إرهابي». وتبنى فرع تنظيم «داعش» في سيناء إسقاط الطائرة بقنبلة بدائية قال إنه تمكن من زرعها على متنها. وعلقت روسيا رحلاتها الجوية إلى مصر في أعقاب سقوط الطائرة، ومن حينها تجري مفاوضات لاستئناف الطيران. كما علقت بريطانيا ودول أخرى رحلاتها إلى شرم الشيخ، لكن تركيا استأنفت قبل أيام رحلاتها إلى شرم الشيخ. وعمق هذا التعليق من أزمة مصر الاقتصادية، إذ خسرت في الفترة من تشرين الأول (أكتوبر) 2015 وقت سقوط الطائرة وحتى آذار (مارس) الماضي نحو 1.3 بليون دولار من عائدات السياحة. وتعاني مصر ندرة في توفير النقد الأجنبي اضطرتها إلى خفض قيمة الجنيه حتى وصل سعر الدولار في السوق الرسمية إلى نحو 9 جنيهات، في حين يُباع في السوق السوداء بأكثر من 12.5 جنيه، ما انعكس ارتفاعاً ضخماً في الأسعار. وأجرى الخبراء الروس زيارتين إلى مصر في الشهرين الماضي والجاري، وارتفع سقف التوقعات بعودة السياحة الروسية مع انتهاء مهمة الوفد الروسي قبل عيد الأضحى مباشرة، خصوصاً أن مسؤولين مصريين أكدوا أن الوفد الروسي أشاد بالإجراءات المتبعة في المطارات المصرية، خصوصاً في القاهرة وشرم الشيخ والغردقة. وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي بحث استئناف التدفقات السياحية من روسيا مع الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقائهما في الصين قبل أيام، على هامش اجتماعات قمة العشرين. وفي الأروقة تدور سجالات بين القاهرةوموسكو بخصوص حركة التجارة بينهما، إذ أوقفت مصر واردتها من القمح الروسي بعد قرار اتخذته وزارة الزراعة بعدم السماح باستيراد أي أقماح تحتوي على أي نسبة من فطر الأرغوت، ما ردت عليه موسكو بالإعلان عن إمكان فرض حظر موقت على استيراد «منتجات تنطوي على أخطار عالية مرتبطة بالصحة النباتية» من مصر، في إشارة إلى الموالح المصرية التي يتم تصدير نحو ثلثها إلى روسيا. واتصل وزير الخارجية المصري سامح شكري مساء أول من أمس بوزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، لبحث مواضيع عدة في مقدمها استئناف الطيران البريطاني إلى مدينة شرم الشيخ. وقالت وزارة الخارجية إن شكري أشار إلى الخطاب الذي بعث به أخيراً إلى نظيره البريطاني، واستعرض فيه نتائج الزيارات الفنية العديدة التي قام بها خبراء بريطانيون إلى المطارات المصرية والحرص المصري على تنفيذ كل الملاحظات التي أبداها الجانب البريطاني، الأمر الذي تتوقع معه مصر سرعة اتخاذ بريطانيا قراراً باستئناف خطوط الطيران إلى مدينة شرم الشيخ وعودة السياحة البريطانية إلى سابق عهدها. وتعاقدت الحكومة المصرية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي مع شركة بريطانية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطاراتها. ومن المتوقع أن يكون استئناف السياحة الغربية إلى مصر على رأس المواضيع التي سيبحثها الرئيس السيسي مع القادة الذين سيلتقيهم في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري. وسيلقي السيسي بيان مصر أمام الجمعية العامة، حيث سيستعرض وفق رئاسة الجمهورية مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، فضلاً عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط. وقالت الرئاسة إن محادثات الرئيس خلال لقاءاته مع القادة في نيويورك ستركز على «سبل تطوير العلاقات الثنائية لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية». وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة السفير علاء يوسف أن «الرئيس سيخصص جزءاً من وقته في نيويورك لتعزيز العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة والتفاعل مع مختلف القوى المؤثرة في المجتمع الأميركي». ويسافر وزير الخارجية سامح شكري إلى نيويورك اليوم للإعداد لمشاركة الرئيس السيسي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.