أكدت بريطانيا أن هناك «تقدماً مشجعاً» في المفاوضات مع مصر، تمهيداً لاستئناف الرحلات الجوية إلى مطار شرم الشيخ، فيما استدعى الخرق الأمني الذي تمكن تنظيم «داعش» من خلاله من تهريب قنبلة إلى الطائرة الروسية المنكوبة في المطار، إسراع السلطات المصرية بإجراءات إحلال أجهزة الكشف على الأمتعة وتفتيش الركاب، أملاً في الحصول على ثقة الدول التي ترهن استئناف رحلاتها بالاطمئنان إلى الإجراءات الأمنية. وغداة كشف تنظيم «داعش» تفاصيل إسقاط الطائرة الروسية المنكوبة بعبوة ناسفة بدائية الصنع، أعلنت الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية «تفعيل خطة لتجديد وإحلال أجهزة كشف بالأشعة عن الركاب والحقائب والطرود والسيارات، تصل كلفتها إلى 175 مليون جنيه، لتأمين المطارات المصرية». وأشار مساعد رئيس الشركة اللواء محمود كامل إلى «التعاون مع المؤسسة العسكرية من أجل إحلال وتجديد كل الأجهزة الإلكترونية التي تعمل بالأشعة واستخدام أحدث الأجهزة في العالم لتأمين الركاب والبضائع والطرود والأمتعة والسيارات في مطارات مصر خلال الفترة المقبلة». وأضاف: «سيتم تفعيل خطة وضعت منذ فترة لهذا الأمر بكلفة 175 مليون جنيه، فضلاً عن تدريب الكوادر الأمنية سواء في وزارة الداخلية أو في شركات المطارات ومصر للطيران للعمل على أحدث الأجهزة الخاصة بفحص الركاب والحقائب والبضائع». وكان الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلال اتصال هاتفي أول من أمس، على اتخاذ تدابير لتحسين أمن الطيران تمهيداً لاستئناف الرحلات الجوية التي علقتها روسيا بالكامل بين البلدين. ولفتت السفارة البريطانية لدى القاهرة إلى «تقدم مشجع» في المحادثات التي يجريها خبراء الأمن البريطانيون مع المسؤولين المصريين تمهيداً لاستئناف الرحلات إلى شرم الشيخ بعدما علقتها لندن مطلع الشهر الجاري إثر سقوط الطائرة الروسية في سيناء. وأوضحت السفارة في بيان أمس أن «وفداً من كبار خبراء الطيران ومكافحة الإرهاب في الحكومة البريطانية زار مصر على مدى اليومين الماضيين، للبحث في خطة مشتركة مع الهيئات المصرية لاستئناف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ». وأشارت إلى أن الوفد التقى وزيري الخارجية سامح شكري والسياحة هشام زعزوع، إضافة إلى مستشاري الرئيس المصري للأمن القومي فايزة أبو النجا وللأمن ومكافحة الإرهاب اللواء أحمد جمال الدين، ورئيس هيئة الطيران المدني وهيئات أمنية. وأوضحت السفارة أن «الوفد البريطاني نقل رسالة سياسية من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأن المملكة المتحدة ستعمل بنشاط وعجالة وبالتفصيل مع الهيئات المصرية للسماح بعودة رحلات الطيران العادية من شرم الشيخ وإليها في أسرع وقت ممكن. ورحب الوفد بالتعاون المهني عن كثب مع الهيئات المصرية في الأسبوعين الماضيين للتأكيد على حماية الركاب المغادرين من شرم الشيخ». وأشارت إلى أن الوفد شدد على أن «بريطانيا لن تتراجع أبداً عن التزامها بالعمل مع الحكومة المصرية لدحض الأعداء المشتركين والتهديدات الموجهة إلى رعايانا في أوروبا وشمال أفريقيا وغيرهما من المناطق»، مؤكدة «الأهمية الاستراتيجية لاقتصاد مصري قوى وآمن للمصالح البريطانية». وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الوزير سامح شكري ناقش أمس مع نائب مستشار الأمن القومي البريطاني جون جينكينز «التعاون المصري البريطاني لتدارك تداعيات أزمة الطائرة الروسية وتنسيق جهود مكافحة الإرهاب وعدد من القضايا الإقليمية». ونقل البيان «إشادة المسؤول البريطاني بالمحادثات التي أجراها الوفد الأمني البريطاني مع المسؤلين المعنيين في مصر في مجال تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات، وما شهده لدى الجانب المصري من خبرة وإلمام واسع بالإجراءات المتبعة في مجال تأمين المطارات، مؤكداً أن التكليف الصادر له من رئيس الوزراء البريطاني يقضي بسرعة الانتهاء من الترتيبات اللازمة مع الجانب المصري لضمان العودة السريعة إلى استئناف حركة الطيران من شرم الشيخ وإليها في أسرع وقت». وشدد شكري على «ضرورة أن يشهد التعامل الدولي مع قضية مكافحة الإرهاب تغييراً شاملاً خلال المرحلة المقبلة، بحيث تتسم مواقف الدول وتصرفاتها بالاتساق والجدية في التعامل مع التنظيمات الإرهابية كافة من دون تمييز، وأن يضاعف الجهد لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، وقطع السبل أمام انتقال المقاتلين عبر الحدود». وأشار إلى أن «ما شهده العالم خلال الفترة الماضية من عمليات إرهابية لا يميز بين دول أو جنسيات أو ديانات ويمثل جرس إنذار أمام المجتمع الدولي للقيام بمراجعة شاملة لاستراتيجيته في مكافحة الإرهاب». إلى ذلك (أ ف ب) قامت طائرة بولندية متوجهة إلى مصر بهبوط اضطراري في بلغاريا أمس بعد إنذار بوجود قنبلة تسبب به «بولندي ثمل كان يتفوه بترهات»، بحسب رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف. وصرح بوريسوف بأن التحذير الذي أطلقه أحد ركاب الطائرة التي كانت تحمل 161 راكباً في رحلة متوجهة إلى منتجع الغردقة في مصر، بوجود قنبلة على الطائرة «كاذب تماماً». وصرح للاذاعة البلغارية العامة بأن «التحذير سببه مسافر بولندي ثمل كان يتفوه بترهات. ولكن على الاقل كان ذلك تدريباً مفيداً» لمطار بورغاس الذي هبطت فيه الطائرة في وقت مبكر من صباح أمس. وتم إجلاء جميع ركاب الطائرة التابعة لخطوط «سمول بلانيت» الجوية بعد هبوطها، وقامت الشرطة بتفتيشها إلا أنها لم تعثر على أي شيء مشبوه.