في حلقة من مسلسل بات مألوفاً، غيّرت نجمة تتمتع بحقل مغناطيسي قوي جداً رأي علماء الفلك إلى نظرياتهم في تكّون النجوم والثقوب السود وتركيبة الكون. وتنتمي هذه النجمة الفريدة الى نوع يظهر عندما ينهار جرم فضائي فائق الضخامة، أو بالأحرى عندما تنهار شمس هائلة في نهاية حياتها، فتتكوم على هيئة نجمة مغناطيسية، لأن جاذبيتها تكون قوية جداً. وبحسب النظريات السائدة، والتي تحدّتها النجمة المُكتَشَفَة، فإن إنهيار الشموس التي تفوق ضخامتها شمسنا بما يتراوح بين 10و 25 ضعفاً، يؤدي الى تكوّن نجم مغناطيسي، فيما يتسبب انهيار الشموس الأضخم بنشوء ثقب أسود. والمعروف ان الثقب الأسود يتمتع بجاذبية هائلة، إلى حد أن الضوء لا يستطيع الإفلات من قوتها الفائقة الشدّة. ولأخذ فكرة عن قوة الجاذبية في الثقب الأسود، يكفي القول أنها تفوق كثيراً جاذبية النجم المغناطيسي التي تفوق جاذبية الأرض بألف تريليون مرّة! ورُصدت النجمة المغناطيسية المُكتشفة، التي قد تصل كثافتها الى مئة مليون طن بالسنتيمتر المكعب، في مجموعة «فيستيرلوند1» على مسافة 16 ألف سنة ضوئية من الأرض. ورآها العلماء عبر التلسكوب العملاق المنصوب في تشيلي، بحسب بيان من سايمون كلارك، عالم الفضاء في «الجامعة المفتوحة» في بريطانيا، نشر في المجلة العلمية «استرونومي اند استروفيزيكس». وتضم مجموعة «فيستيرلوند1» عدداً من النجوم «الشابة»، إذ لا يزيد عمرها عن بضعة ملايين سنة. وأثار وجود النجمة المغناطيسية في هذه المجموعة، دهشة العلماء لأن نظرياتهم تقول إنها يجب أن تكون في مجموعة أكبر عمراً بكثير. وزادت حيرتهم بعدما تبيّن لهم أن هذه النجمة الفريدة تكونت من إنهيار شمس ضخمة تفوق شمسنا بأربعين مرّة. ويعني ذلك أنها كان «يجب» أن تصبح ثقباً أسود، بحسب النظريات الرائجة، ولكنها تحدّت آراء العلماء وتحوّلت الى نجمة مغناطيسية ضخمة. ولم يتفق العلماء على رأي يفسر هذه النجمة الظاهرة، حتى الآن!