أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وافقت سراً على محادثات سلام مع كوريا الشمالية، قبل أيام من تنفيذها تجربة نووية. لكن واشنطن أعلنت أنها رفضت اقتراح بيونغيانغ، لأنه لا يتضمّن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة أوباما تخلّت عن شرطها بأن تتخذ بيونغيانغ خطوات لتقليص ترسانتها النووية قبل أي محادثات سلام، ودعت بدل ذلك إلى أن يكون برنامج الأسلحة النووية الكورية الشمالية مجرد جزء من المحادثات. وأضافت أن الدولة الستالينية رفضت الاقتراح، مشيرة إلى أن تنفيذها تجربة نووية في 6 كانون الثاني (يناير) الماضي أنهت الجهود الديبلوماسية التي جرت في الأممالمتحدة. وتابعت أن تلك كانت إحدى محاولات فاشلة لمناقشة نزع الأسلحة النووية مع كوريا الشمالية، جرت خلال الولاية الثانية لأوباما، علماً أن الحرب الكورية (1950- 1953) انتهت بهدنة، لا بمعاهدة سلام رسمية. وأقرّ الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، بأن «الكوريين الشماليين اقترحوا مناقشة معاهدة سلام»، مستدركاً: «درسنا بعناية عرضهم، وأوضحنا أن نزع السلاح النووي يجب أن يكون جزءاً من أي حوار مشابه. رفض الشمال اقتراحنا، وردّنا عليه كان منسجماً مع تركيزنا الثابت على نزع السلاح النووي». وكانت بيونغيانغ طالبت في 16 كانون الثاني الماضي بإبرام معاهدة سلام مع الولاياتالمتحدة، ووقف الأخيرة مناوراتها العسكرية مع كوريا الجنوبية لوقف تجاربها النووية، لكن أنتوني بلينكن، نائب وزير الخارجية الأميركي، علّق آنذاك أن على الدولة الستالينية أن تثبت بأفعالها جديتَها في نزع سلاحها الذري، قبل إمكان بدء أي حوار. ووقّع أوباما الأسبوع الماضي قانوناً يشدد العقوبات على كوريا الشمالية بعدما نفذت تجربة نووية وأطلقت صاروخاً بعيد المدى أعلنت أنه وضع قمراً اصطناعياً في المدار. لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها اعتبروا الأمر تجربة صاروخ باليستي تنتهك قرارات مجلس الأمن. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «دونغ- إيه إيلبو» الكورية الجنوبية، أن مصارف صينية بينها فرع ل «بنك الصين الصناعي والتجاري» الأبرز في الصين، جمّدت كل الودائع وتحويلات العملات الأجنبية، من حسابات بأسماء كورية شمالية وإليها. ورجّح موظف في المصرف أن يكون الأمر مرتبطاً ب «العلاقات المتوترة بين كوريا الشماليةوالصين»، بعد تنفيذ بيونغيانغ التجربة النووية وإطلاقها الصاروخ الباليستي. ويتوجّه وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الولاياتالمتحدة اليوم، في زيارة ستتمحور حول النزاع على بحر الصين الجنوبي والموقف من كوريا الشمالية، خصوصاً بعد إعلان واشنطن أن بكين نشرت صواريخ أرض- جو في جزيرة «وودي» في أرخبيل «باراسيل» المتنازع عليه. كما تعارض بكين إمكان نشر واشنطن أنظمة صواريخ دفاعية متطورة في كوريا الجنوبية. وحضت ناطقة باسم الخارجية الصينيةالولاياتالمتحدة على الامتناع عن «تضخيم» مسألة إقامة مواقع عسكرية «محدودة» في الجزر المتنازع عليها، وجعلها «ذريعة لإثارة توتر». ورأت أن واشنطن «ليست معنية بالنزاع في بحر الصين الجنوبي، ويجب ألاّ يصبح مشكلة في علاقاتها مع الصين»، مشددة على أن المنشآت العسكرية التي شيدتها بكين في المنطقة تندرج في إطار «حقها الذي يضمنه القانون الدولي في الدفاع عن النفس، ولا علاقة له بالعسكرة». وأضافت أن «نشر الصين الضروري والمحدود لمنشآت دفاعية على أراضيها، لا يختلف عن نشر الولاياتالمتحدة منشآت دفاعية على جزيرة هاواي». وتوقعت «تبادلاً عميقاً للآراء» حول كوريا الشمالية، مكررة دعم بكين «مجلس الأمن في إصدار قرارات جديدة وفاعلة ضدها».