بكين - ا ف ب - حظي رئيس الوزراء الصيني وين جياباو باستقبال حافل في كوريا الشمالية التي وصل اليها امس، في زيارة استثنائية وسط مؤشرات تدل على ان بيونغيانغ قد تعود الى المفاوضات المتعلقة بنزع سلاحها النووي. واظهرت مشاهد بثها التلفزيون المحلي أن السجاد الأحمر فرش لرئيس الوزراء الصيني الذي كان في استقباله في المطار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل. وادّت فرقة شرف التحية للزائر، فيما كانت نساء تلوح بأعلام صينية. وهذه الزيارة التي تستغرق ثلاثة ايام، هي الأعلى مستوى لمسؤول صيني منذ زيارة الرئيس هو جينتاو في عام 2005. وافادت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية بأن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي والمبعوث الصيني الى المفاوضات السداسية حول نزع اسلحة كوريا الشمالية النووية وو داوي يرافقان وين جياباو في زيارته. واوردت وكالة انباء الصين الجديدة ووكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية ان وين جياباو وقع امس، سلسلة اتفاقات تعاون مع نظيره كيم يونغ نام وسيلتقي اليوم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل. يذكر ان بكين هي الشريك الاقتصادي الاول لبيونغيانغ ويرتبط البلدان باتفاق دفاع متبادل منذ عام 1961. واعتبرت وسائل الإعلام الصينية هذه الزيارة بانها «زيارة رسمية ودية»، فيما المحت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) الى ان كيم جونغ ايل قد يدلي «باعلان مهم» على علاقة بالمفاوضات السداسية المجمدة حاليا. وعند استقباله في منتصف ايلول (سبتمبر) الماضي، موفدا صينيا وجه الزعيم الكوري الشمالي اشارات تهدئة عبر اعلان استعداده للعودة الى طاولة المفاوضات «الثنائية والمتعددة الاطراف». وكانت بيونغيانغ انسحبت في نيسان (ابريل) الماضي، من المفاوضات السداسية التي تضم الكوريتين والولاياتالمتحدة واليابان والصين وروسيا والتي تستضيفها بكين منذ عام 2003 ، بعدما ادانها مجلس الامن بسبب اطلاقها صاروخاً بعيد المدى. وتم تشديد العقوبات الدولية على كوريا الشمالية إثر قيامها بإطلاق الصاروخ البعيد المدى في مطلع نيسان (ابريل) الماضي. واعتبرت كوريا الشمالية عقوبات مجلس الامن «ظالمة» واكدت ان هدف الصاروخ وضع قمر اصطناعي للاتصالات في المدار. ورداً على ذلك، انسحبت بيونغيانغ من المفاوضات حول نزع اسلحتها النووية لكنها قامت ايضاً في 25 ايار (مايو) الماضي، بتجربتها النووية الثانية منذ تجربة تشرين الاول (اكتوبر) 2006 التي تعرضت إثرها لعقوبات دولية ايضا. وقام النظام الستاليني آنذاك بتكثيف الضغوط عبر التهديد بعدم التخلي ابداً عن الملف النووي واستخدام البلوتونيوم لغايات عسكرية. وخلال جولة آسيوية في نهاية ايلول، رحب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيمس ستاينبرغ بزيارة وين جياباو لكوريا الشمالية، داعيا في الوقت نفسه النظام «الى اقتناص هذه الفرصة الرائعة» للعودة الى طاولة المفاوضات. واوردت «يونهاب» ان الموفد الاميركي الخاص الى كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث سيعلن عن زيارة لبيونغيانغ إثر زيارة وين جياباو. لكن الولاياتالمتحدة تعتبر ان نزع اسلحة كوريا الشمالية يتطلب قراراً متعدد الأطراف وترفض الفكرة التي عرضتها بيونغيانغ بإجراء محادثات اميركية - كورية شمالية تحل محل المفاوضات السداسية. وتعتبر بيونغيانغ ان الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على ان تقدم للنظام ما يهمه فعلا وهو ميثاق عدم اعتداء اي معاهدة سلام.