توعد التيار الصدري بالمزيد من الخطوات المستقبلية باتجاه الضغط على الحكومة والبرلمان لتنفيذ إصلاحات سياسية وإنهاء الفساد الإداري والمالي في العراق. وأنهى أنصار التيار أمس إضراباً عن الطعام دعا إليه زعيم التيار مقتدى الصدر، وبدأو في جمع «تواقيع مليونية» ضد السياسيين الفاسدين. في غضون ذلك واصل أنصار التيار المدني في البلاد احتجاجاتهم الأسبوعية، وتظاهر آلاف في بغداد وست مدن أخرى جنوب البلاد مساء أول من أمس مطالبين بإصلاح الأوضاع السياسية في البلاد، وسط إجراءات أمنية مشدّدة. وقال مدير مكاتب التيار الصدري في بغدادوالمحافظات الشمالية، إبراهيم الجابري، خلال مؤتمر صحافي في مدينة الصدر معقل التيار، إن «حملة جمع تواقيع مليونية دعا إليها زعيم التيار مقتدى الصدر تحت عنوان الفاسد في الحكومة لا يمثلني، بدأت اليوم (أمس)». وأضاف أن «استمارة التوقيع تتضمن السؤال: هل الفاسد في الحكومة يمثلني أم لا؟ ويكون التأشير على أحد هذين الخيارين». وأنهى أتباع الصدري أمس الإضراب عن الطعام الذي دعا إليه الأسبوع الماضي مقتدى الصدر، بعد أن توافد آلاف على مكاتب التيار والمساجد في بغدادوالمحافظاتالجنوبية وكركوك وديالى خلال اليومين الماضيين للمشاركة في الإضراب. وقال مصدر في المكتب السياسي للتيار الصدري ل «الحياة»، إن «التيار الصدري سيتخذ خطوات تصعيدية في المستقبل بعد انتهاء الإضراب عن الطعام الذي دعا إليه زعيم التيار». وأضاف أن «حراك التيار الصدري بدأ سلمياً عبر التظاهرات والاحتجاجات وتنازل عن حقائبه الوزارية في الحكومة من أجل إثبات صدق نوايانا، لكننا فوجئنا بموقف الحكومة الخجول إزاء المضي قدماً في اختيار كابينة وزارية مستقلة». وأشار المصدر إلى أن الحكومة لم تعلن أي موقف حتى الآن من إضراب موظفي الدولة الذي دعا إليه أيضاً زعيم التيار يومي الأحد والإثنين الماضيين، والإضراب عن الطعام الذي انتهى أمس، لافتاً إلى أن هذه الخطوات رسائل تحذيرية إلى الحكومة. وأكد المصدر نفسه وجود ضغوط داخلية وإقليمية على التيار الصدري بسبب خطواته الأخيرة الضاغطة من أجل إحداث إصلاحات سياسية، مشيراً إلى أن جميع الكتل السياسية تخلت عن التيار الصدري، ما يعني أنها غير جادة في تنفيذ الإصلاحات التي تدعو إليها عبر التصريحات فقط. وانتقدت قوى سياسية تحركات الصدر باعتبارها غير دستورية، وسط خشية من تزايد شعبيته وأتباعه، إذ لبى آلاف من موظفي الدولة دعوته للإضراب عن العمل الأسبوع الماضي، خصوصاً وأن النظرة العامة إلى أتباع الصدر كانت تعتبرهم فقط من أبناء الطبقة الفقيرة الذين لا يملكون وظائف وأعمال. إلى ذلك، واصل التيار المدني الاحتجاجات التي يقوم بها أنصاره أسبوعياً في بغداد وفي عدد من المحافظات منذ منتصف العام الماضي. وجرت أكبر هذه التظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد مساء أول من أمس، ورفع مئات المتظاهرين لافتات طالبوا خلالها بحل البرلمان ومحاكمة الفاسدين، مؤكدين مواصلة الاحتجاج حتى تحقيق الإصلاحات. وجرت تظاهرات مماثلة في محافظات بابل وضي قار وميسان وكربلاء والديوانية، طالب خلالها المتظاهرون مجالس المحافظات بتنفيذ إصلاحات وتقديم الخدمات وإعادة النظر في المناصب الحكومية في الحكومة الاتحادية والهيئات المستقلة.