غزت محال بيع البضائع المخفضة المعروفة ب «أبو ريالين» أحياء الأثرياء الواقعة شمال الرياض، بعد أن كانت هذه المحال متمركزة في الأحياء التي يسكنها عادة محدودو ومتوسطو الدخل. وبعدما كانت تلك المحال مقتصرة على الأسواق القريبة من الحرمين المكي والمدني، حيث يقصدها الكثير من الزبائن من أجل شراء الهدايا المتنوعة والمستلزمات البسيطة للمنزل أثناء زيارتهم للحرمين، صارت توجد في مختلف مدن المملكة وفي معظم أحيائها، وشهدت إقبالاً كبيراً لم يكن متوقعاً. وبات الوصول إلى محال «أبو ريالين»، و «أبو عشرة» متيسراً في جميع المدن السعودية، بما فيها المدن الكبيرة مثل الرياضوجدة والخبر، حتى انه أصبح من العسير العثور على منطقة تجارية لا يوجد فيها هذا النوع من المحال التي تستهدف طبقة معينة من المجتمع هم في العادة من الفقراء ومن المقيمين من ذوي الدخل المحدود. ولم يقتصر زبائن تلك المحال على الطبقة المحدودة الدخل فقط بل بات يقصدها الأثرياء، وتفضلها الكثير من السيدات لشراء حاجات المنزل على رغم معرفتهن بتراجع جودتها، إذ يشترين سلعاً معينة، مثل أدوات التنظيف التي ارتفع سعرها عن السابق في المحال الأخرى، وأيضاً اكسسوارات البيت والسُفر وأكياس القمامة وأكواب وأطباق بلاستيكية. وتعد الصين المصدر الأول لمحال «أبو ريالين» و «أبو عشرة»، فهي بمثابة مستودع الأصناف الرخيصة والقليلة الجودة، التي تنتشر في معظم دول العالم سواء النامية أو المتقدمة. وتتضارب آراء الاقتصاديين حول ظاهرة انتشار تلك المحال وغزوها الأماكن الارستقراطية، ولجوء الأسر السعودية إليها، ففي حين رأى بعضهم أن السلوك الاستهلاكي للأفراد والإقبال على المحال يرتبط بالناتج المحلي الإنتاجي والأداء الاقتصادي، قال آخرون إن شراء السلع الرخيصة أصبح ظاهرة طبيعية، بسبب ارتفاع الأسعار وثبات الدخل. وقال هؤلاء إن غلاء الأسعار والأزمة الاقتصادية العالمية أديا إلى حال من التخوف والتحوط، ما أدى إلى خفض مصاريف الأسر، وتوجهها للمنتج الأقل سعراً، فالأزمة تجعل الأفراد أكثر حرصاً في توزيع الإنفاق على السلع المختلفة، ولا يعني ذلك البحث عن الأرخص فقط بل المنتج الجيد والمنخفض السعر.