استحوذت مجموعة "ليبرتي ميديا" التي يملكها البليونير وعملاق الإعلام الأميركي جون مالون على ملكية بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، بعد سنوات من الشكوك حول مستقبلها. وسيتولى تشايس كاري، اليد اليمنى السابق للأسترالي روبرت موردوخ في "21 سنتشري فوكس"، إدارة الفورمولا واحد بمنصب الرئيس. وسيبقى البريطاني برني إيكليستون، عرّاب البطولة في عصرها الحديث، رئيساً تنفيذياً بموجب الاتفاقية التي أعلن عنها الأربعاء. وفي البداية، ستشارك "ليبرتي ميديا" بحصة 18.7% مقابل 761 مليون دولار Hميركي. بعد ذلك، سوف تستحوذ على كامل عقد "دلتا توبكو" والتي من خلالها سيطرت على الفورمولا واحد مجموعة "سي في سي كابيتال" التي استثمرت في البطولة عام 2006 حوالي1.2 بليون دولار. وفي المجمل، ستنفق ليبرتي ميديا 4.4 بلايين دولار أميركي نقداً وأسهماً صادرة حديثاً وديوناً قابلة للاستبدال، إذ تمّ تقييم الفورمولا واحد ب8 بلايين دولار. وبدت "ليبرتي ميديا" الأقرب لشراء حقوق البطولة بعد تراجع حظوظ منافسيها، إن كان شبكة "سكاي" الإعلامية أو قطر للاستثمارات المالكة لنادي باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم أو ستيفن روس الذي يملك نادي ميامي دولفنز لكرة القدم الأميركية. ويتعيّن عليها الحصول على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي للسيارات وسلطات المنافسة في حين تجري المفوضية الأوروبية تحقيقاً حول أساليب إدارة الفورمولا واحد. ووضعت هذه الاتفاقية حداً لسنوات من التخمينات بشأن إدارة البطولة واتهامات إيكليستون بالديكتاتورية على رأس هرمها. ونجح إيكليستون الذي يملك شخصياً 5.3 في المئة من الأسهم والبالغ من العمر 85 عاماً، بالبقاء على عجلة القيادة وحيّا الأربعاء "وصول ليبرتي ميديا وتشايس كاري الى الفورمولا واحد". وقال كاري في بيان: "أنا معجب كبير بالفورمولا واحد وهي امتياز رياضي فريد من نوعه، يجذب مئات الملايين من المشجعين كلّ موسم في مختلف أنحاء العالم. أرى فرصاً عديدة لمساعدة الفورمولا واحد على التطور من أجل خير الرياضة، المشجعين، الفرق والمستثمرين". وسمحت الاتفاقية لمالون باضافة رياضة جديدة الى مجموعته، تجذب ما يقارب 400 مليون مشاهد سنوياً على التلفزيون في كل سباق. ويمتلك مالون في العالم الرياضي فريق أتلانتا برايفز للبايسبول وحصة في الفورمولا الكهربائية. وتبدو العملية معقدة قبل أن تؤدّي إلى سيطرة فاعلة من قبل ليبرتي ميديا، حتى الفصل الأول من العام 2017 وذلك من خلال الشراء الكامل لدلتا توبكو. وسيتقاسم رأس المال ليبرتي ميديا وشركاء حاليون سيمثلون في مجلس الإدارة. وأصبحت رياضة الفورمولا مربحة جداً بالنسبة إلى مسوقيها منذ أن استلمها إيكليستون في ثمانينات القرن الماضي، فبلغت أرباحها بلايين الدولارات. وتضمّ بطولة العالم الحالية 21 سباقاً في مختلف أنحاء العالم ويتعيّن على منظمي السباقات ومؤسسات النقل التلفزيوني دفع أموال طائلة للشركة مالكة الحقوق من أجل الحصول على الاستضافة ونقل السباقات. وتحصل الفرق، البالغ عددها 11 راهناً، على جزء من العائدات بموجب اتفاقية تمتدّ حتى 2020. ويبرز فيها أسماء مرموقة مثل فيراري، مرسيدس، رينو بالإضافة إلى ماكلارين وريد بول. وبالإضافة إلى المنافسة على الحلبات، فإنّ العلاقات بينها متوترة عندما يتعلق الأمر بتقاسم العائدات، إذ يمنح النموذج الحالي أفضلية للفريق الكبرى. لكنّ الهيكلية الجديدة بموجب اتفاقية ليبرتي ميديا ستمنحهم حقّ امتلاك الأسهم من خلال الحصول على الأوراق المالية المدرجة في البورصة، بحسب ما أشارت إليه المجموعة الأربعاء. إلا أنّ الأصول الدقيقة لهذه المشاركة لم تحدّد بعد. ولا يبدو جون مالون غريباً عن عالم الرياضة الميكانيكية وذلك بفضل مشاركته في الفورمولا الكهربائية عن طريق ليبرتي غلوبال وقناة ديسكوفري التلفزيونية وشركات أخرى يسيطر عليها. ووفقاً لعاداته الاستثمارية غير الظاهرة للعيان، لم يرد إسم مالون في اتفاقية الأربعاء. وصول رأس المال الأميركي يمكنه إحداث تنمية محتملة وراء الأطلسي، حيث فشلت الفورمولا واحد حتى الآن بالتفوق على ناسكار أو سباقات سيارات الأندي. ويمكن القول إنّ سباقات الفئة الأولى تحتاج حقاً إلى التغيير بعد تراجع شعبيتها في الآونة الأخيرة بسبب هيمنة فريق ريد بول من 2010 حتى 2013 ثمّ مرسيدس في الأعوام الثلاثة الأخيرة.