لمدة 28 دقيقة ظهر النائب الكويتي، الملاحق من النيابة العامة في بلاده، عبدالحميد دشتي، وهو يهاجم السفير السعودي لدى الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز على خلفية تصريحاته ل«الحياة» الأسبوع الماضي، وشكك دشتي في اللقاء، الذي بثه عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، في نزاهة القضاء الكويتي وقال: «إن القضاة لهم علاقات مشبوهة، وإنهم جامَلوا البعض» في الشكاوى التي يطارد فيها. وبدأ النائب الفار من الأحكام القضائية، خلال مقطع الفيديو مرتدياً الزِّي الوطني الكويتي خارج البلاد، وكان غير متماسك وهو يقرأ من شاشة عرض أمامه، وخلفه قطعة قماش سوداء على غرار خطابات حسن نصر الله وزعيم ميليشيا التمرد في اليمن عبدالملك الحوثي. وأكد دشتي في أول خطاباته، التي يبثها من خارج الكويت، أن بلاده «منحرجة من إيران ولا تعرف تحل قضية حقل الدرة معها»، متعذراً بأن ذلك بسبب السعودية، كما هاجم السياسة الكويتية لمشاركتها في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن. وسرد تصريحات السفير الفايز ل«الحياة» ثم علق عليها، ودافع عن الميليشيات العراقية التي تهدد المملكة والكويت، وعبّر عن إشادته بإرهاب ما يسمى بالحشد الشعبي في العراق، وانتقد الدور السعودي والكويتي في المنطقة. ويأتي ظهور دشتي قبل أيام من النظر في محاكمته، في قضايا عدة، من بينها الدعوة إلى التضامن مع منظمات إرهابية، وهاجم السفير السعودي الفايز، وقال: «إنه يتشدق بأنه شرده (أبعده)». كما أن النيابة العامة الكويتية طلبت من الشرطة الدولية (الإنتربول) القبض عليه وترحيله إلى البلاد لمحاكمته. ويواجه دشتي أحكاماً بالسجن 14 عاماً، لتهم تتعلق بالإساءة إلى السعودية والبحرين، وأخرى بالتحريض على الأمن، والدعوة إلى التضامن مع تنظيمات إرهابية، مثل حزب الله اللبناني. ودشتي له علاقات تجارية واسعة في سورية، ويبث صوراً له مع أركان نظام بشار الأسد، ومنذ خروجه من الكويت قبل ستة أشهر غادر إلى لبنان ثم سورية، وبعد الأحكام القضائية ظهر في لندن. وسبق أن هاجم نواب في مجلس الأمة دشتي على تصريحاته ودعواته إلى التحالف مع إيران، وقال النائب عسكر العنزي في مداخلة له وقتها: «دشتي مثل كيس الفحم، إن لامسته اتسخت وإن لامسك كذلك (...) لا أعلم لماذا يتحدث وكأنه رئيس إيران وليس عضواً برلمانياً، وهو يدافع عن بشار الأسد لأنه يزوده». وكان النائب الكويتي البارز عبدالله الطريجي قال، في تصريح له أخيراً، إنه يتوقع أن تغتال إيران دشتي بعد «أن تنتهي من استخدامه».