أفاد نواب ألمان أمس، أن المستشارة أنغيلا مركل تريد أن تسرّع السلطات عملية ترحيل الأجانب الذين رُفِضت طلبات لجوئهم وذلك لتهدئة المخاوف العامة المتنامية في شأن زيادة أعداد المهاجرين. وأبلغت ميركل التي تواجه انتقادات من مواطنيها ومن داخل حزبها المحافظ بسبب السماح لحوالى مليون مهاجر ولاجئ بدخول البلاد العام الماضي، نواب حزبها بأن كثيراً من الأجانب لا يزالون موجودين في البلاد حتى بعد رفض طلبات لجوئهم. ونقلت مصادر عن مركل قولها للأعضاء المحافظين في البرلمان: «أهم شيء في الشهور المقبلة هو الترحيل، الترحيل، وأكرر الترحيل». ويشكل هذا تحولاً كبيراً في موقف المستشارة التي سبق أن رفعت شعار: «نحن نستطيع» ورفضت بحزم مطالب بوضع قيود على أعداد اللاجئين. وقد تخفف مركل، التي تدرس الترشح لولاية رابعة، قدراً من الضغوط عليها من خلال ترحيل عدد لا بأس به من بين 215 ألف مهاجر تم رفض منحهم حق الإقامة، سواء كان ترحيلاً قسرياً أو بتقديم إعانات مالية. وأتى كثير من اللاجئين من دول مثل المغرب والجزائر وتونس وألبانيا وكوسوفو والجبل الأسود وصربيا ومقدونيا والبوسنة وغانا والسنغال. وُرفِضت طلباتهم على أساس أنهم لن يواجهوا خطراً إذا أُعيدوا لبلدانهم بخلاف معظم القادمين من أماكن مثل سورية والعراق وأفغانستان. من جهة أخرى، صرحت مركل أول من أمس، أن قادة بلادها وفرنسا وإيطاليا سيناقشون أزمة الهجرة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على هامش اجتماع قمة الدول ال 20 في الصين الأسبوع المقبل. وكانت تركيا أعلنت إنها لن تطبق الاتفاق الهادف إلى وقف تدفق المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين إلى الاتحاد الأوروبي إذا لم يحصل مواطنوها على الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى دوله بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ويصر المسؤولون الأوروبيون، ومن بينهم مركل، على عدم إعفاء تركيا من التأشيرة إلا إذا نفذت كل الشروط التي تنص عليها الاتفاقية وعددها 72. في غضون ذلك، أعلن خفر السواحل الايطالية انهم انقذوا أول من أمس، 1725 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا ليرتفع بذلك عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين انقذوا منذ الأحد إلى أكثر من 14 ألفاً. في سياق آخر، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن السلطات الفرنسية ستواصل «على مراحل» تفكيك مخيم كاليه (شمال) حيث يقيم آلاف اللاجئين الساعين للعبور الى بريطانيا. وقال كازنوف في مقابلة نُشرت أمس، أن «نيتي هي مواصلة تفكيك (المخيم) بأكبر قدر من العزم وعلى مراحل». وأضاف: «سبق أن قمنا في مطلع آذار (مارس) الفائت بتفكيك المنطقة الجنوبية، وبدأنا بتفكيك المنطقة الشمالية» من المخيم الملقب ب «الغابة». وأوضح كازنوف أن الحكومة تعتزم تكثيف عمليات الترحيل الطوعية للاجئين من المخيم من خلال تأمين أمكنة ل 8 آلاف لاجئ في مراكز ايواء اخرى مع حلول نهاية العام الحالي. وأكد الوزير الفرنسي أن حي «الأدغال» يضم حالياً 6900 مهاجر، في حين تؤكد منظمات حقوقية أن عددهم «اكثر من 9 آلاف». وأتى هؤلاء من افغانستان والسودان والعراق إلى شمال فرنسا على أمل عبور بحر المانش والانتقال إلى بريطانيا.