اتهمت الخرطوم أمس دولاً أجنبية، عبر أياد داخلية بتخريب علاقتها مع جوبا وعرقلة تطبيق اتفاقات التعاون بينهما. وأكدت انها متمسكة بالسلام ولا تريد حرباً مع جارتها الجديدة، وتعهدت بمحاربة المتمردين في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق. وقال نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف ان السلام مع الجنوب سياسة معتمدة من قبل حكومته وتسعى كل الاجهزة لتحقيقها. وتابع: «نحن لسنا في حرب مع دولة الجنوب ولا نسعى الى ذلك»، مشيراً الى ان العلاقات بين الدولتين أزلية داعياً للحفاظ عليها. ورأى أن ما حدث في الفترة الماضية من عجز في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وراءه تدخلات خارجية بأياد داخلية لا تريد للاتفاق ان يبلغ مداه موضحاً ان معالجة الملف الامني هو الاساس لديمومة العلاقات بين الدولتين. وأكد يوسف انه على رغم حرص السودان قيادة وشعباً على علاقات متينة ومتطورة مع دولة الجنوب الا ان الحركات المتمردة ظلت تعكر صفو العلاقة وتعهد مواجهة الحركات المتمردة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ومحاربتها باعتبار انها خرجت عن القانون وتسببت في الاخلال بالامن. وأضاف ان حكومته دعت الحركات المتمردة الى الحوار ووقعت اتفاقات مع بعضها. وقال ان الباب لا يزال مفتوحاً للراغبين في الانضمام الى عملية السلام وزاد «اما الرافضين فلا بد من مواجهتهم وحسمهم». وأفاد يوسف ان حكومته وقعت بروتوكولات لمعالجة الاوضاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ولم تعد هناك أي مطالب جديدة لمتمردي «الحركة الشعبية – الشمال» الذين يقاتلون في المنطقتين، وشدد على انه ليس أمام متمردي دارفور اي سبب لمواصلة الحرب باعتبار ان اتفاق الدوحة للسلام استوعب كل مطالبهم. الى ذلك حذرت الأممالمتحدة، من استمرار عمليات القتال في ولايتي جنوب كردفان والنيل والأرزق، وتجدد المواجهات القبلية في إقليم دارفور. وقال الخبير الدولي المستقل المعني بحال حقوق الإنسان في السودان مسعود بدرين، في مؤتمر صحافي في مقر بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم أمس، إن أوضاع حقوق الإنسان في السودان، تمضي نحو الأفضل، بعد إطلاق الحكومة السودانية عدداً من المعتقلين والناشطين السياسيين اخيراً. ودعا الحكومة السودانية إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة احتياجات النازحين الجدد في بعض المناطق التي شهدت نزاعات خلال الفترة الأخيرة في إقليم دارفور. وقال إن عدد النازحين في مخيمي كلمة وعطاش في جنوب دارفور في ازدياد مستمر نتيجة اندلاع أعمال العنف والصراعات القبلية. وحذر بدرين من وقوع كارثة إنسانية بسبب نقص الخدمات الصحية والغذائية ومعدات الإيواء، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 4500 نازح في دارفور بحاجة للمساعدة وتقديم الدعم، وطالب المجتمع الدولي، بالضغط من أجل دعم مساعي تحقيق السلام في دارفور. وأجرى الرئيس عمر البشير أمس تغييراً في هيئة اركان الجيش، قضى بتعيين الفريق ركن مصطفى عثمان عبيد خلفاً للفريق عصمت عبدالرحمن. وكان الفريق مصطفى عثمان قائداً للمنطقة الاستوائية العسكرية في جنوب السودان قبل انفصاله في العام 2011، ثم رئيساً لأركان القوات البرية، وأشرف أخيراً على استعادة منطقة ابو كرشولا في ولاية جنوب كردفان من متمردي «الجبهة الثورية». على صعيد آخر قال تقرير للجنة الأمن في برلمان جنوب السودان، إن سكن الرئيس سلفاكير ميارديت الحالي في العاصمة جوبا غير آمن. وأوصى بمنع الشركات الأمنية الأجنبية من العمل داخل أراضي الجنوب، ودعا الى مراجعة تفويض بعثة الأممالمتحدة. وتعرّض مكتب سلفاكير لعدة سرقات، أشهرها عندما قام مجهولون في آذار (مارس) الماضي، بسرقة ملايين الدولارات، من داخل المكتب، على رغم الحراسة المشددة المفروضة عليه.