رحبت وزارة الخارجية الأميركية بعودة المحادثات بين بغداد وأربيل لإنهاء الخلافات العالقة بينهما، واعتبرتها «شأناً داخلياً»، فيما انتقدت كتل كردية زيارة وفد ضم رئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني بغداد، واعتبرته «وفداً حزبياً». وأجرى بارزاني لقاءات مع الرؤساء الثلاثة، الحكومة والبرلمان والجمهورية، وزعماء سياسيين، فضلاً عن اجتماعه بالسفير الأميركي في بغداد. وأفاد بيان لحكومة الإقليم بأن «اللقاءات ركزت على إنتاج وتوزيع النفط وحقوق الأكراد وكركوك، والاتفاق على إجراء محادثات فنية بين وزارتي النفط الاتحادية والثروات الطبيعية في الإقليم، كما تم التطرق إلى التنسيق والتعاون في عملية تحرير الموصل». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي في إيجاز صحافي أمس: «ندعم ونرحب ونشجع بقوة الحوار الدائر بين اربيل وبغداد، لكن هذه القضايا تبقى شأناً عراقياً داخلياً، والعراق بلد ذو سيادة وعليه أن يحل المشاكل الداخلية بإرادته ونحن نركز على الجانب المساند لهذه المحادثات». من جهته، قال النائب عن كتلة «الجماعة الإسلامية» الكردية في البرلمان زانا روستايي ل «الحياة» إن «خطوة نيجيرفان مهمة في وقت إعداد موازنة 2017 التي تكمن في ثناياها الخلافات بين اربيل وبغداد، خصوصا حول الملف النفطي». وأشار إلى أن الوفد الكردي «يحمل صفة حكومية وحزبية، لكن أغلب أعضائه ينتمون إلى الحزب الديموقراطي من دون أن يكون لهم منصب رسمي وجاؤوا تحت غطاء حكومي»، واعتبر أن «هذه الخطوة لن يتمخض عنها اتفاق، بل ستعقبها اجتماعات على مستوى اللجان والخبراء، ورئيس حكومة اقليم كردستان مسؤول عن إيجاد حلول لإخراج الإقليم من أزمته الاقتصادية». وأكد أن «انقسام الموقف الكردي تجاه بغداد هو انعكاس للأزمة السياسية القائمة في الإقليم، وليست هناك مبادرة جدية للحل من الديموقراطي وهو المسؤول عن استفحالها، ونجده اليوم كتلته وحيدة في مسألة سحب الثقة من (وزير المال هوشيار) زيباري، لأنها لم تتشاور مع الكتل الكردية في كيفية مواجهة الموقف، وإذا ما استمر هذا الانقسام فإن الموقف الكردي سيزداد ضعفاً». وقالت النائب عن كتلة «الاتحاد الوطني» ريزان شيخ دلير ل «الحياة»، إن «نيجيرفان سبق وأجرى خلال السنوات الأخيرة سلسلة محادثات مع بغداد، ولم تثمر، ولكن اليوم بعد 24 ساعة فقط من تصويت البرلمان على عدم قناعته بأجوبة زيباري، وجدنا نيجيرفان في بغداد مباشرة، وذلك يؤكد أن الوفد ليس حكومياً بل حزبياً». وأضافت: «إذا كان هدفهم حل الخلافات مع بغداد، يفترض بهم الاتفاق مع الكتل والقوى الكردية كافة ووضع برنامج محدد ومن غير الجائز أن تكون هذه الأمور محتكرة من الديموقراطي، لذا فإن الهدف من الزيارة هو البحث في ملف زيباري». وحملت ريزان «الديموقراطي مسؤولية انقسام الموقف الكردي على خلفية تعطيله البرلمان بقرار حزبي، ويمارس التفرد بعيد من الشراكة ويفرض سياسة أمر واقع على الصعيدين المحلي والدولي».