أعلنت كتلة «التغيير» في البرلمان العراقي عدم اعترافها بالمفاوضات التي يجريها رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مع الحكومة الاتحادية حول النفط، فيما أكدت الإدارة الأميركية أنها تتعامل مع زعيم الحزب «الديموقراطي» مسعود بارزاني رئيساً للإقليم. وتسود في الأروقة السياسية الكردية مخاوف من تصدع الموقف الموحد في إدارة الملفات العالقة مع بغداد، جراء التوتر المتصاعد في الإقليم عقب قرار حزب بارزاني إبعاد وزراء ونواب «التغيير» التي اتهمها بالوقوف وراء أعمال عنف طاولت مكاتبه في مناطق تابعة لمحافظة السليمانية. وقال رئيس كلتة «التغيير» في البرلمان هوشيار عبدالله ل «الحياة» إن «الإخوة في الحزب الديموقراطي يشكلون الأقلية في أربيل وبغداد، وحتى جغرافياً، وعلى رغم ذلك يتصرفون كأنهم يمتلكون كل المناصب»، وأضاف أن «أي محاولة من الديموقراطي لتولي منصب نائب رئيس البرلمان الاتحادي وهو من استحقاقنا، ستفشل لافتقاره إلى الغالبية المطلوبة». في المقابل، كشف سعدي بيره، القيادي في حزب طالباني «النية لإبرام اتفاق سياسي مع حركة التغيير» من دون الإفصاح عن طبيعته. وأكد أن «التوترسيؤثر سلباً في وحدة الموقف الكردي في بغداد، ومن الآن فصاعداً لن نسمح للديموقراطي باحتكار إدارة ملف العلاقة مع بغداد، خصوصاً ملف النفط، فقد فشل في إدارته وتسبب بتأخير صرف رواتب موظفي الإقليم، وسنكشف كل التفاصيل والحقائق للرأي العام»، مشيراً إلى أن كتلته «ستناقش وفق قناعتها مشروع موازنة العام 2016 الاتحادية، ولن نسمح للديموقراطي بفرض أجندته التي تصب في مصلحة بعض الأشخاص، ونؤكد أنه بعد إنقلابه على الشرعية في الإقليم فإن أي مفاوضات يجريها رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني مع بغداد أو مع الخارج، لا تمثل الإقليم بل تمثل صفة حزبية تابعة للديموقراطي». وذكر الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزيي أمس أنه «لم يقرر بعد طبيعة وأعضاء الوفد المقرر أن يتوجه إلى بغداد للبحث في الملفات العالقة»، فيما رجح مسؤولون في «الديموقراطي» العمل تولي منصب نائب رئيس البرلمان بدلاً من حركة «التغيير». ودعا القيادي في حزب «الاتحاد الوطني» برهم صالح خلال لقائه السفير البريطاني في العراق فرانك بيكر إلى «حماية الديموقراطية في الاقليم، وخلق نموذج ديموقراطي متطور، لأن آلية إدارة الحكم المتبعة حالياً تتطلب المراجعة، في خوض مفاوضات وفق مبدأ المصلحة العامة فقط». من جهة أخرى، نقلت فضائية «روداو» المقربة من نيجيرفان عن الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي قوله عن الموقف من انتهاء ولاية بارزاني في 19 من آب (أغسطس) الماضي إن الأخير «ما زال يمارس مهماته، وعلى هذا الأساس نتعامل معه كرئيس للإقليم، وعلى القوى الكردية حل الأزمة في ما بينها».