تزامناً مع أزمة استجواب وزير المال العراقي هوشيار زيباري، وصل رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى بغداد للبحث في الخلاف على تصدير النفط، ومعركة تحرير الموصل، بالإضافة الى تدارك احتمال إقالة زيباري التي باتت قريبة بعد جمع تواقيع 100 نائب لطرح الثقة به. من جهة أخرى، تبنى «داعش» الهجوم الانتحاري الذي استهدف حفلة زفاف في قضاء عين التمر، غرب كربلاء، وأسفر عن قتل وإصابة العشرات. وجاءت زيارة بارزاني وسط انقسام غير مسبوق في توجهات القوى والكتل الكردية إزاء إدارة الملفات العالقة مع الحكومة الاتحادية، والموقف من مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في معركة الموصل. وقال الناطق باسم حكومة كردستان سفين دزيي في بيان أمس إن «أجندة المحادثات تتركز على المجال الأمني وعملية تحرير الموصل، وكذلك العلاقات المستقبلية بين أربيل وبغداد». أما مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي ل «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني، فأعلن خلال مؤتمر صحافي أمس، عقب مشاورات أجراها مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن «حل المشاكل السياسية والاقتصادية في الإقليم يكمن في بغداد». وعن الاتهامات الموجهة الى الحزب بإجراء اتفاقات خارج الإجماع الكردي قال: «لا نقبل أن يعقد أي طرف كردستاني اتفاقات منفردة مع بغداد أو أن يعطي نفسه ذلك الحق، ونؤكد أن وفدنا كان يمثل الإقليم وليس الحزب فقط، إذ بحثنا في حقنا في الاستقلال، وأكد لنا العبادي أنه لا يعارض حق الشعوب في تقرير مصيرها، كما تطرقنا إلى الحرب على داعش ومستقبل الموصل». ولفت الى أنه طالب العبادي «بصرف رواتب المعلمين والمدرسين في الإقليم لشهر واحد». وتأتي زيارة بارزاني أيضاً في وقت يتعرض زيباري، وهو خال رئيس الإقليم مسعود بارزاني، لمحاولات جادة لسحب الثقة منه. ولم يطرح ذلك في جلسة البرلمان أمس في انتظار مرور أسبوع على جلسة الاستجواب، ويتوقع أن يتم ذلك نهاية الأسبوع الجاري. وقد تساهم زيارة بارزاني ومحادثاته مع القوى السياسية في التوصل إلى تسوية هذه القضية.