رفضت إسرائيل أمس الاتهامات التي وجهها اليها الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله بالتورط في اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري. وذكرت وسائل إعلام ان وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت بياناً وصفت فيه اتهامات نصر الله بأنها «أكاذيب مثيرة للسخرية». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول اسرائيلي كبير أن «العالم اجمع والدول الغربية واللبنانيين انفسهم يعرفون ان هذه الاتهامات سخيفة». وأضاف ان «هذه الاتهامات جاءت نتيجة الشكوك الكبيرة للأسرة الدولية حول تورط «حزب الله» في قتل رفيق الحريري». وفي بيروت أوردت وكالة «الأنباء المركزية» امس أن رئيس لجنة التحقيق الإسرائيلية في عملية أنصارية، التي قُتل فيها 12 جندياً إسرائيلياً، اللواء في الاحتياط غابي اوفير نفى رواية نصر الله عن العملية، قائلاً إن «المكمن الذي نصبه عناصر الحزب كانوا فيه صدفة ولم يستند إلى معلومات استخبارية عن عملية الكومندوس»، لكن صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية نقلت عن جهات عسكرية رفيعة المستوى كانت ضالعة في تحقيقات عملية «انصارية»، أنها «لا تلغي أبداً احتمال أن تكون الصور التي بثها حزب الله أمس أصلية، ولا يمكن شطب فرضية أن الكارثة التي حلت بالكومندوس الاسرائيلي نجمت عن تقصير في مجال الاستخبارات». وكانت لجنة تحقيق أخرى برئاسة العميد غادي زوهر توصلت إلى استنتاج يفيد بأن شكوكاً تساورها في أن جزءاً من الصور التي بثتها طائرة الاستطلاع الإسرائيلية بلا طيار التقطتها «جهات معادية». وأشارت الصحيفة إلى أنه في العام 1997 لم تكن لدى إسرائيل معلومات حول مدى ضلوع إيران في نشاط «حزب الله» في لبنان لذا لم تقدّر في حينه أنه يمكن أن تكون للحزب قدرات تكنولوجية لاعتراض بث صور لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، «والتقديرات في حينه لم تأخذ في الحسبان أن لدى إيران قدرات متطورة لالتقاط بث صور». وأضافت «المركزية» ان والد أحد الجنود الذين قتلوا في العملية قال إن خطاب نصرالله «يفتح جروحنا من جديد وهذا مؤلم جداً». وفيما وصف بعض ذوي الجنود بث الصور بمحاولة من «حزب الله» لحرف النار عنه وتوجيهها إلى إسرائيل في قضية اغتيال الحريري، قال موشي رودوفسكي الذي قتل ابنه في عملية أنصارية إن «نصر الله أثبت لي اليوم صحة ما قلته يوم قتل ابني ورفاقه، قلت إنهم قتلوا جراء بث صور غير مشفرة. الصور اصلية ودقيقة للغاية. «حزب الله» التقط الصور ونصب المكمن في منطقة البستان حيث سار الجنود. لم تكن مجرد مبادرة من سكان محليين في المنطقة، كما حاول الجيش الإسرائيلي أن يشرح لنا». وتابع أنه «ينبغي توجيه أسئلة للقادة الكبار حول حصول هذا الفشل، وكيف حصل هذا الخلل الخطير الذي أدى إلى نتيجة قاسية. أولادنا قتلوا نتيجة الثقة المفرطة بالنفس لدى مسؤولين عن وحدة الكومندوس».