بدأت الدبابات، رمز الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا في 15 تموز (يوليو) الماضي، الانسحاب من أنقرةوإسطنبول اليوم (الإثنين) بموجب قرار من السلطات لنقلها خارج المدن الكبرى. وغادرت قافلة أولى من ست آليات مصفحة إسطنبول متوجهة إلى محافظة تكير داغ شمال غربي البلاد بحسب ما أفاد مراسلو وكالة «فرانس برس». وغادرت قافلة أخرى أنقرة متجهة إلى جانقري على بعد 150 كيلومتراً إلى الشمال بحسب ما أفادت وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية. وهذه العملية التي تشمل حاميات عسكرية عدة في المدينتين ستستمر طوال الأسبوع كما أوضحت الوكالة. وقاعدة «أكينجي» العسكرية في ضواحي أنقرة التي انطلقت منها المقاتلات والمروحيات لقصف مواقع عدة في العاصمة بينها القصر الرئاسي ستغلق أيضاً مثلما أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدرم سابقاً. وليل 15 تموز (يوليو) الماضي حاولت مجموعة من العسكريين في أنقرةوإسطنبول الإطاحة بنظام الرئيس رجب طيب أردوغان. ونسبت السلطات هذه المحاولة إلى الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة، وأفشلتها قوات الأمن الموالية للحكومة وآلاف الأتراك الذين نزلوا إلى الشوارع. وتصدرت الأخبار صور الدبابات التي كانت تسير في وسط مدينتي أنقرةوإسطنبول. وتمدد متظاهرون أمام الدبابات فيما صعد آخرون إلى المدرعات لمنع تقدمها. وقتل حوالى 273 شخصاً وأصيب أكثر من 2000 آخرين عقب هذه المحاولة التي أدت إلى حملة تطهير واسعة في الدوائر المقربة من غولن في تركيا. وفي شأن متصل، ذكر مصدر ديبلوماسي تركي اليوم أن وفداً رسمياً أميركياً سيجتمع في اليومين المقبلين مع مسؤولين أتراك في إطار التحقيق حول غولن، وأضاف المصدر طالباً عدم كشف هويته، أن الوفد الذي يضم أربعة مسؤولين من وزارتي العدل والخارجية سيعقد لقاءات قانونية عشية زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء المقبل إلى أنقرة. وبعد الانقلاب الفاشل طلبت الحكومة التركية من الولاياتالمتحدة «اعتقال وتسليم على وجه السرعة» غولن المقيم في الولاياتالمتحدة منذ العام 1999. وكان وزير العدل التركي بكر بوزداغ قدم طلباً ثانياً لواشنطن مطلع آب (أغسطس) الجاري لاعتقال غولن. وبعد محادثات الثلثاء والأربعاء يتوقع أن يزور فريق من وزارة العدل التركية الولاياتالمتحدة. وتصر أنقرة على تسليم واشنطن لغولن، خصوصاً وأنها حليفة تركيا في «حلف شمال الأطلسي» التي لم تبد تسرعاً لتسوية هذا الملف. ونفى غولن (75 عاماً) بشدة تورطه في محاولة الانقلاب.