الجزائر، سنغافورة، موسكو - رويترز - ارتفعت اسعار العقود الآجلة للقمح الأميركي 6.75 في المئة في التداولات الآسيوية امس، لتصل إلى أعلى مستوى في سنتين، بعد ان بلغت في الجلسة السابقة الحد الأقصى المسموح به في يوم واحد، نتيجة إعلان روسيا انها ستوقف موقتاً شحنات الحبوب بسبب موجة جفاف اتلفت المحاصيل في اجزاء من البلاد دفعت الأسعار العالمية للحبوب للارتفاع بشدة، مع مراهنة الأسواق على نقص في الإمدادات العالمية في غياب الشحنات من أحد أكبر المصدّرين عالمياً. وقفزت أسعار عقود أيلول (سبتمبر) المقبل في بورصة مجلس شيكاغو للتجارة 53 سنتاً للبوشل (نحو 27 كيلوغراماً)، أي 6.75 في المئة، مسجلة 8.41 دولار. وصدّرت روسيا العام الماضي 18.3 مليون طن قمحاً، مدعومة بوفرة المحصول في عامي 2008 و2009، لتأتي في المرتبة الثالثة بعد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وفقاً لإحصاءات «مجلس الحبوب العالمي». وأفاد مسؤولون ومنظمات زراعية بأن انتاج محاصيل الحبوب في المغرب والجزائر، وهما البلدان الأكثر إنتاجاً للحبوب في شمال أفريقيا، انخفض كما هو متوقع إلى حد كبير، وجاء المحصول التونسي أقل من المتوقع. ولم ينتقل الطقس الحار، الذي أَضر بالمحاصيل في روسيا وأجزاء من غرب أوروبا ودفع أسعار الحبوب العالمية إلى أعلى مستوى في سنتين، إلى دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، ما أمّن ظروفاً مناسبة في نهاية الموسم الزراعي الحالي. وانتهى الحصاد في معظم شمال أفريقيا، حيث يوجد بعض أكثر الدول استيراداً للحبوب عالمياً. وألقى مسؤولون زراعيون باللوم في تراجع الإنتاج مقارنة بالعام الماضي على سوء الأحوال الجوّية في وقت سابق من الموسم. وتشير تقديرات محلية إلى أن المغرب سينتج ثمانية ملايين طن من الحبوب، انخفاضاً من 10.2 مليون طن العام الماضي، فيما يُتوقع أن يبلغ انتاج الجزائر نحو 4.5 مليون، في مقابل انتاج قياسي بلغ 6.1 مليون العام الماضي. وقال رئيس «اتحاد الغرف الفلاحية» في المغرب بوشطا بوصوف لوكالة «رويترز» ان انتاج البلاد سيأتي متماشياً مع توقعات أعلنتها وزارة الزراعة في نيسان (أبريل) الماضي، وأضاف ان المحصول جيّد، لأنه جاء أعلى من متوسط الإنتاج في السنوات الخمس الماضية، ونوعيته جيدة، لكن المحصول السابق كان ممتازاً من حيث الجودة. وفي الجزائر، توقع وزير الزراعة رشيد بن عيسى في تموز (يوليو) الماضي ان يبلغ انتاج الحبوب 4.5 مليون طن، وتابع ان محصولي القمح اللين والشعير سيكونان أقل، في حين سيكون محصول القمح الصلد جيداً. وكانت تونس توقعت أن يبلغ انتاج الحبوب 1.6 مليون طن، انخفاضاً من 2.5 مليون العام الماضي، لكن المسؤول في «الاتحاد التونسي للفلاحة» منجي الشريف عدل توقعاته بالخفض هذا الأسبوع الى ما بين 1.1 مليون و1.2 مليون طن، بسبب ضعف الأمطار الذي أضر بالمحصول.