أمام البرلمان العراقي اليوم ملفات كثيرة شائكة، أهمها طرح الثقة بوزير الدفاع خالد العبيدي، في وقت يتقدّم الجيش و «البيشمركة» في اتجاه الموصل من الشرق والجنوب. ويُتوقَّع أن يصوّت النواب على قانونين مثيرين للجدل هما «المساءلة والعدالة»، و «العفو العام»، فيما اختار رئيس الوزراء حيدر العبادي هذا التوقيت لعرض تشكيلة وزارية تضم سبعة وزراء. وقال النائب عن «ائتلاف المواطن» هاشم الموسوي ل «الحياة» إن «جلسة الغد (اليوم) ستكون صاخبة بكل المقاييس وستشهد التصويت على قانون المساءلة والعدالة بتوافق الغالبية، فضلاً عن البت في صدقية إجابات وزير الدفاع خلال استجوابه، وربما تُسحب الثقة منه ويقال». وكشفت مصادر سياسية أن قائمة مرشحي العبادي لتولي المناصب الحكومية تضم جبار لعيبي لوزارة النفط، وهو يواجه اعتراض كتلة «دولة القانون» لأنه يرفض جولات تراخيص النفط، ويوسف الأسدي لوزارة الصناعة، وأوميد أحمد محمد التوكمجي لوزارة التجارة. وتضم القائمة أيضاً قاسم الأعرجي لوزارة الداخلية، وكاظم فنجان لوزارة النقل، ورزاق العيسى لوزارة التعليم العالي، وحسن الجنابي لوزارة الموارد المائية، وآن نافع أوسي لوزارة الإعمار والإسكان والبلديات. ولفتت المصادر إلى أن غالبية هؤلاء المرشحين من المستقلين والتكنوقراط ولا تنتمي إلى أحزاب أو كتل سياسية أو تيارات دينية. ميدانياً، أكد مسؤول كردي أن «البيشمركة» حققت أمس مكاسب مهمة خلال هجوم واسع استعادت خلاله 9 قرى من سيطرة «داعش»، في محوري الخازر وكوير، شرق الموصل، فيما واصل الجيش العراقي تقدُّمه في المحور الجنوبي وسيطر على قريتين ومحطة غاز قرب ناحية القيارة. وجاء الهجوم بعد ساعات على محادثات أجراها وفد ضم مسؤولين في بغداد ومسؤولين أميركيين مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، تناولت خطة استعادة الموصل ومرحلة ما بعد القضاء على «داعش». وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني ل «الحياة» إن «البيشمركة»، بإشراف بارزاني، تدعمها طائرات التحالف الدولي، حررت 9 قرى (ضمن المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد)، بمساحة تقدّر بنحو 50 كيلومتراً مربعاً في محوري الخازر وكوير، وقتل 134 من الإرهابيين». وأضاف أن «للخطوة أهمية استراتيجية لأنها تقطع خط إمداد داعش في قضاء الحمدانية وناحية برطلة (في سهل نينوى)، فضلاً عن استعادة كل المناطق التي نعتبرها جزءاً من إقليم كردستان، والاقتراب من الموصل وإبعاد خطر التنظيم عن حدود محافظة أربيل». وتابع: «في حال استكمال تحرير المناطق المحددة في الخطة، خصوصاً ناحية بعشيقة، تصبح المسافة الفاصلة بين البيشمركة والموصل نحو 15 كيلومراً فقط». وكشف أن «داعش أعدم خمسة من قادته بسبب هزيمتهم في معارك أمس، كما أعدم 60 من عناصره الأمنية المعروفة بشرطة الحسبة، فضلاً عن ذبحه مسؤولاً سابقاً في حزب «البعث» يدعى محمد سعدو لرفضه القتال إلى جانبه».