اقتحم عشرات المتدينين والمتطرفين اليهود أمس باحات المسجد الأقصى المبارك في القدسالشرقيةالمحتلة إحياء لما يسمى ذكرى «خراب الهيكل»، ما أثار مواجهات واسعة بين المصلين وقوات الشرطة التي رافقت المقتحمين، أسفرت عن عدد من الإصابات والاعتقالات. وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني ل «الحياة»، إن الشرطة الإسرائيلية بدأت التحضير لهذا الاقتحام منذ اليوم السابق بفرض قيود على دخول المصلين إلى المسجد، واحتجاز بطاقاتهم، وإبعاد حوالى عشرين شخصاً عن المسجد في هذا اليوم. وأضاف أن المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات خلال فترة ما يسمى السياحة الأجنبية في المسجد، التي تبدأ من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر. وتابع أن المقتحمين قاموا بجولات استفزازية في باحات الأقصى، وأن العديد منهم حاول القيام بأداء طقوس دينية. ورفض ادعاءات السلطات أن هذه الجولات مجرد زيارات، متسائلاً عن السبب وراء ارتباطها بالمناسبات الدينية اليهودية. وتصدى عدد من المصلين للمقتحمين، ودارت مواجهات بالأيدي أسفرت عن إصابة عدد من المصلين برضوض واعتقال عدد آخر. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 15 إصابة في ساحات المسجد بسبب الاعتداء عليهم بالضرب، فيما نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى للعلاج. وقال الدكتور إبراهيم السرخي الذي يعمل في عيادات المسجد الأقصى إن ثلاثة، بينهم فتى، أصيبوا برضوض ونقلوا في سيارة الإسعاف إلى المستشفى للعلاج، مشيراً إلى أنهم تعرضوا للضرب على الرقبة والأطراف والظهر. وأضاف أن بين المصابين مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس ونجله الشاب جهاد. وقال شهود إن الشرطة اعتقلت مسناً وسيدة فور خروجهما من المسجد الأقصى، فيما اعتقلت العديد من الفتية والشبان من ساحات المسجد. وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، إن عدد اليهود الذين اقتحموا باحات المسجد امس بلغ 306. وبدأت الجماعات اليهودية بإحياء ما تطلق عليه «ذكرى خراب الهيكل» منذ مساء أول من امس بمسيرة طافت حول أسوار القدس القديمة وقرب المسجد الأقصى، وشارك فيها عدد من القيادات في المجتمع الإسرائيلي. ومنذ ساعات الفجر الأولى أمس، انتشرت قوات الشرطة الخاصة على أبواب المسجد وفي الطرق المؤدية له، ومنعت دخول الشبان والنساء إليه، وسمحت لأعداد قليلة بالدخول بعد احتجاز بطاقاتهم. وأعلنت ناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية في وقت سابق، أن «الشرطة أنهت وضع ترتيباتها وتجهيزاتها عشية إحياء مناسبة ذكرى خراب الهيكل الثاني في القدس، والمصادف بين مساء السبت ونهار الأحد». وقالت في بيان إن «قوات معززة من الشرطة وحرس الحدود ستنتشر حفاظاً على النظام العام والسلامة العامة والممتلكات، وتركز على تخوم البلدة القديمة وأزقتها ومناطق الكنس حفاظاً على النظام والأمن، ولتأمين حركة تنقل المصلين، إضافة إلى تنظيمها حركة السير والمرور في شرقي المدينة وغربها». وأضاف البيان «أن قوات دورية شرطية وحراسة أمنية ستعزز صفوفها وقواتها في محيط القدس مع العمل ضد الداخلين إلى البلاد بصورة غير قانونية، وضد من يعملون على نقلهم بصورة غير قانونية، وضد مشغليهم وموفري مساكنهم، وكذلك ستتم مساعدة السلطات المحلية الرسمية في إنفاذ القانون الذي يحظر فتح أماكن التسلية والترفيه في يوم ذكرى خراب الهيكل الذي يعتبر مناسبة حزن وبكاء ودموع عند الشعب الإسرائيلي». وتابع: «كذلك عشية إحياء يوم ذكرى خراب الهيكل، ستقوم منظمة جمعية نساء بالأخضر بمسيرة من حديقة الاستقلال حتى باب المغاربة في البلدة القديمة، وسيتم إغلاق الطرق أمام حركة سير المركبات». وقال البيان: «يوم الأحد، وتزامناً مع بداية الصيام سوف تقوم الشرطه بالانتشار الواسع جاهزة مجهزة مستعدة لوصول حشود المصلين المتوقع إلى حائط المبكى، وستغلق البلدة القديمة أمام حركة سير المركبات الخصوصية، ما عدا للقاطنين هناك».