تصدى العشرات من المصلين الفلسطينيين أمس، لاجتياح المئات من عناصر الشرطة والمستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل المزعوم، ما أدى إلى إصابة 18 مصليا واعتقال ستة آخرين، في وقت أصيب فيه أربعة من أفراد الشرطة الإسرائيلية بجروح طفيفة. وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن نحو 251 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا المسجد في وقت أشارت فيه المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري في بيان إلى أن 850 شخصا غير مسلم دخلوا ساحات المسجد أمس دون أن توضح عدد المستوطنين اليهود منهم، لافتة إلى توقيف أحدهم للتحقيق بعد محاولته اقتحام المسجد بزي ديني يهودي. وكانت قوات الشرطة الإسرائيلية شرعت منذ فجر أمس بمنع الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، من الدخول إلى المسجد لأداء الصلاة، بينما تحسب العشرات من الشبان الفلسطينيين لهذه القيود وتمكنوا من الاعتكاف في المسجد في ساعات الليل. وعمدت الشرطة الإسرائيلية بعد ذلك إلى فرض قيود أشد على الدخول إلى المسجد بما في ذلك منع النساء من الدخول، كما كثفت من تواجدها في محيط المسجد وعلى بواباته، حيث نصبت حواجز حديدية على البوابات. وقبيل فتح الطريق أمام اقتحامات المستوطنين للمسجد من خلال باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، اقتحم العشرات من أفراد الشرطة ساحات المسجد من خلال باب المغاربة وهم يطلقون قنابل الصوت والمسيلة للدموع باتجاه المصلين الموجودين في المسجد في خطوة بدت وكأنها تمهد لاقتحام مريح للمستوطنين اليهود للمسجد. ورد المصلون على هذا الاقتحام برشق قوات الشرطة بالحجارة والأحذية قبل ملاحقتهم إلى المسجد القبلي المسقوف حيث تم إغلاق بوابات المسجد بالسلاسل والقضبان الحديدية وإطلاق قنابل الصوت والمسيلة للدموع داخل المسجد، ما أدى إلى إصابة عدد من المصلين بحالات اختناق بينهم مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، وعدد من الحراس. من جهة ثانية، اعتدت قوات الشرطة الإسرائيلية بالضرب على حراس وسدنة المسجد الأقصى والمصلين في الساحات المقابلة للمسجد القبلي المسقوف، فيما لاحقت المصلين من كبار السن الذين كانوا في منطقة صحن قبة الصخرة وحاولت إجبارهم على الخروج من المسجد كليا إلا أنهم أصروا على البقاء عند بوابات قبة الصخرة لمنع أي اقتحام إسرائيلي لها. كما سمحت الشرطة الإسرائيلية للعشرات من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة وسط حراسة مشددة، حيث لاحقهم عدد من المصلين من الرجال والنساء وهم يرددون صيحات التكبير "الله أكبر"، ما اضطر الشرطة إلى اختصار فترات الاقتحام للمسجد. وبرز من بين المقتحمين اليهود للمسجد وزير الزراعة من حزب "البيت اليهودي" أوري ارئيل الذي لاحقه المصلون وهم يرددون "لن تركع أمة قائدها محمد"، ما أدى إلى تقصير فترة اقتحامه للمسجد. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي السابق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض دان ما أسماه تراخي الحكومة الإسرائيلية في التصدي للمصلين المسلمين في المسجد الأقصى داعيا إلى إطلاق يد الشرطة الإسرائيلية للرد بحزم على المصلين المسلمين. يذكر أن منظمات يهودية متشددة كانت قد دعت، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى بمناسبة ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل المزعوم.