أثينا - أ ف ب - قرر سائقو الشاحنات والصهاريج اليونانيون وضع حد لإضرابهم الذي قطع الوقود لأسبوع، ما شل المواصلات والسياحة وسط موسم الصيف. وقال رئيس اتحاد سائقي الشاحنات اليونانيين جورج تزورتزاتوس لصحافيين في ختام اجتماع للنقابة استمر أكثر من ثلاث ساعات ليل أول من أمس: «قررنا بغالبية ضئيلة تعليق الإضراب». وأضاف ان «سائقي الشاحنات سيكونون خلف مقودهم مجدداً اعتباراً من غد (أمس)». وتضررت قطاعات كاملة من الاقتصاد اليوناني جراء إضراب سائقي الشاحنات الذين يحتجون على مشروع حكومي لتحرير قطاعهم وخفض تكلفة نقل البضائع، وأبقى الاضراب آلاف المسافرين عالقين في المطارات منذ 25 تموز (يوليو). وبعد فشل المفاوضات مع المضربين، خُصصت شاحنات تابعة للجيش ولشركات نفطية لنقل الوقود بعدما رفض أكثر من 30 ألف سائق شاحنة أمراً حكومياً بمعاودة العمل تحت طائلة إحالتهم الى القضاء. وكُلفت شاحنات الجيش إمداد المطارات ومحطات الكهرباء والمستشفيات بالوقود بمواكبة الشرطة. وشهد الوضع بعض الانفراج مساء السبت بعدما عرضت الحكومة رفع أمر بمصادرة شاحنات إذا تخلى المضربون عن رفضهم لإصلاح هذا القطاع. وأعلن سائقو الشاحنات أول من أمس انهم سيفاوضون الحكومة على هذا الاصلاح الرامي الى فتح القطاع تماماً امام المنافسة في غضون ثلاث سنوات. ويندرج مشروع الحكومة هذا في اطار خطة التصحيح المالي التي أملاها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي على اليونان في مقابل منحها قرضاً بقيمة 110 بلايين يورو على مدى ثلاث سنوات لمساعدتها على الخروج من أزمتها المالية. وتضرر عشرات آلاف اليونانيين والسياح الأجانب والكثير من الشركات جراء أزمة الوقود، كما أفادت جمعيات للسياحة المحلية. وتضاعفت عمليات إلغاء الحجوز وسط الموسم السياحي، وكانت الجزر اليونانية التي تشهد إقبالاً كبيراً في هذه الفترة من السنة المتضرر الأول. وقال رئيس غرفة التجارة في مرفأ بيريوس جورج زيسيماتوس لشبكة «ميغا» التلفزيونية ان معظم هذه الجزر لم يحصل على إمدادات بالوقود لأيام. وأضاف ان «كميات كبيرة من البضائع بقيت في المستودعات. لقد ضاعت منا 10 أيام، والآن يستعد تجار الجملة انفسهم لأخذ إجازاتهم». ونظمت النقابات اليونانية منذ شباط (فبراير) إضرابات احتجاجاً على سياسة التقشف التي فرضتها الحكومة الاشتراكية لامتصاص العجز في الموازنة العامة بسبب تفاقم الديون السيادية.