«الشونة» مبنى تاريخي يقع في ينبع القديمة، وهو مخزن للمواد الغذائية والحبوب، كالرز والقمح والشعير، وأنشئ سنة 1915، كما أنه استخدم مخزناً للأسلحة عام 1916، ورُمم مرات عدة، كان آخرها في عهد السلطان العثماني سليمان بن سليم، إضافة إلى إنشاء جامع كبير، وإصلاح مرفأ ينبع. وكان مبنى «الشونة» تابعاً للدولة في العهد العثماني، ويتم تخزين المواد والحبوب بعد وصولها من الميناء عبر الناقلات البحرية. وذكر الباحث في تاريخ ينبع عبدالكريم الخطيب ل«الحياة» أن السلطان سليمان القانوني أمر عام 1915 بإنشاء مخازن للحبوب في ينبع حينما قرر توزيع الصدقات، وإطعامها للفقراء في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وهذه المخازن هي ما عرفت ب«الشونة»، وهي بناء دائري استخدم فيه الحجر المنقبي، وكان هذا أول إسهام من الدولة العثمانية في إعمار ينبع ودعمها، حتى تستمر في خدمة المدينةالمنورة. وتتكون إدارة الشونة من ناظر الشونة والأمين وكتبه يقومون بصرف وإيراد الغلال بحسب المقرر. وقال الخطيب: «في عهد السلطان مراد، أنشئت شونة ثانية، إضافة إلى توسعة الأولى، وجرى إصلاحها لتتسع لتخزين للحبوب». وأضاف: «استخدمت الشونة مخزناً للأسلحة أثناء حصار الجيش العثماني عام 1916 بقيادة فخري باشا أمام قوات الشريف فيصل بن الحسين، ورممت مرات عدة، كان آخرها في عهد محمد علي باشا، قبل إرسال حملته إلى الحجاز». وتشتهر ينبع بمبانيها التاريخية القديمة والمختلفة، وتتميز المباني التي تعتبر بعضها تابعة للحكومة في العهد العثماني بطابعها المعماري الحجازي القديم والسائد في منطقة الحجاز، وما زالت بعض هذه المباني تحتفظ بأشكالها حتى العهد الحالي، ومن أشهرها سوق الليل ومبنى الزيتية، وكان يستخدم مستودعاً للوقود وتموين عربات الحكومة، ومبخرة المحجر الصحي، وهو خزان لتعقيم أمتعة الحجاج، ويقع في جزيرة العباسي جنوب غرب ميناء ينبع، وحالياً دخلت في توسعة ميناء ينبع التجاري. وهناك مبنى مخزن الأسلحة والذخيرة، وهو مرتبط بالقلعة التابعة لسور ينبع في العهد العثماني، وكان للسور 12 قلعة، وتمت إزالته عام 1955 بعد اتساع المدينة والتمدد والتطور العمراني الكبير الذي شهدته مدن المملكة. وتعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حالياً على إعادة ترميم جميع هذه المباني والبيوت التاريخية وتأهيلها، وكل أثر مهم في المحافظة، وتشكّل الأماكن التاريخية القديمة إرثاً ثقافياً واجتماعياً لأبناء المنطقة، ومقصداً سياحياً لزوار ينبع.