تجاوز وفدا الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» عقبة في محادثاتهما الجارية في أديس أبابا لوقف النار في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السفير حسن حامد إن الجانبيْن اتفقا على تشكيل فريقين من 5 أشخاص لمواءمة وثيقة خريطة الطريق الأفريقية واتفاق الإطار. وكانت المفاوضات على وشك الانهيار لولا تدخل الوساطة الأفريقية، ورفع الفريقان الجلسة ثم عادوا إليها مرة أخرى. وقال حامد إن هذا الاتفاق يعتبر اتفاقاً إجرائياً على أن تواصل الأطراف المفاوضات. وأكدت المصادر ذاتها دخول رئيس هيئة الأركان الفريق عماد عدوي مع رئيس أركان الجيش الشعبي جقود مكاور في اجتماع مغلق في شأن وقف القتال. وطلبت حركتا «العدل والمساواة» بزعامة جبريل إبراهيم و «تحرير السودان» برئاسة مني أركو مناوي، من الوساطة مهلة للتشاور في ما بينها، ثم إعلان استعدادهما لبدء التفاوض مع وفد الحكومة حول ملف دارفور. وأفادت مصادر حكومية بأن الوفد الحكومي لم يرفض الورقة الإطارية، على اعتبار أن الاتفاق كان قائماً على أساس استئناف التفاوض من حيث انتهت الجولة السابقة. وتبادلت أطراف المفاوضات، بخاصة «الحركة الشعبية» والحكومة، الانتقادات، ووصف الوفد الحكومي رئيس وفد «الحركة الشعبية»، ياسر عرمان، ب «الصوت النشاز داخل الحركة»، وحمله مسؤولية طول المفاوضات، ملمّحاً إلى إمكان تجاوز الحركة والاستمرار في التفاوض مع «أبناء منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، نظراً إلى رغبة أهالي تلك المناطق في السلام». في شأن آخر، اندلعت اشتباكات في جنوب السودان بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت وقوات المعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار في مدينة ياي. وقال الناطق الرسمي باسم المعارضة جيمس غديت داك إن قوات سلفاكير شنت هجوماً عنيفاً على قواتهم خارج مدينة ياي «وحينها قامت قواتنا بالدفاع عن نفسها وصدت المعتدين إلى داخل المدينة». وأكد غديت استمرار المعارك فى ياي قائلاً إن قواتهم تحكم حصارها على المدينة توطئةً لاجتياحها. وأشار غديت إلى حصول معارك بين الطرفين في الرنك على الحدود مع السودان، إضافةً إلى استمرار المعارك في الناصر والمابان في ولاية أعالي النيل، إضافة إلى المعارك في راجا في ولاية غرب بحر الغزال. وذكرت مصادر محلية أن المعارك ما زالت مشتعلة بين الطرفين في الغابات المحيطة بالعاصمة جوبا في وقت يحشد الطرفان قواتهما للسيطرة عليها. وكشفت مصادر في المعارضة أن اجتماعاً سرياً عُقد في أحد فنادق جوبا ناقشت فيه حكومة جوبا السبل الكفيلة بالقضاء على مشار قبل أن تتم حمايته من قبل القوات الدولية. وقالت المصادر إن المعارك المشتعلة في ياي والمناطق التي حولها والمتاخمة للكنغو الديموقراطية قصد بها اصطياد مشار، الذي يتوقع أن يكون محمياً وسط قواته في مكان ما هناك.