تصاعدت المواجهات بين الجيش السوداني ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولاية جنوب كردفان المضطربة ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من الطرفين، وزار مساعد الرئيس السوداني ابراهيم محمود المنطقة وتوعد بفرض السلام بالقوة أو عبر الحوار مع المتمردين. واتهم محمود الذي رأس الوفد الحكومي الى المفاوضات مع المتمردين «الحركة الشعبية»، بعدم الجدية في الوصول إلى سلام ينهي الاقتتال والحرب الدائرة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأرزق. وخيّر خلال مخاطبته لقاءً جماهيرياً في مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، المتمردين بين «سلام بالتي هي أحسن أو بالتي هي أخشن». وأكد حاكم ولاية جنوب كردفان عيسى آدم إن «السلام آتٍ هذا العام سواء عبر التفاوض أو العمل العسكري». وقال إن القوات الحكومية حققت انتصارات على المتمردين واستعادت منطقتي المارديس وعقب. وتابع إن «الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من انتصارات الجيش». في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» أرنو نقوتلو لودي إن الجيش السوداني هاجم 6 محاور في ولاية جنوب كردفان، مستعيناً بقوات تابعة لمتمردين يعارضون حكومة جنوب السودان، موضحاً أن الهجوم استهدف مواقع يسيطرون عليها في مقاطعات أم دورين، البرام، هيبان ودلامي. ولفت إلى «تكبد القوات الغازية خسائر كبيرة فى الأرواح والعتاد». وأشار إلى أنهم تمكنوا أيضاً من تدمير قوات حكومية في منطقة شات الصيفي كانت تتحرك على متن 100 سيارة. وأضاف لودي: «فرت القوات المهزومة تاركةً خلفها 17 قتيلاً في أرض المعركة وأسرى، وتم الاستيلاء على دبابة تي 72 بحالة جيدة وسيارتين محملتين بمدافع دوشكا»، مبيناً أن قوات الحركة الشعبية تمكنت في محور التيس من قتل 8 من الجيش السوداني من بينهم عناصر من ميليشيات معارضة لدولة جنوب السودان. واعترف بإصابة 15 من مقاتليهم. من جهة أخرى، قلّل رئيس متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» مالك عقار من أهمية المهلة التي حددها الاتحاد الافريقي لتوقيع «خريطة طريق» لوقف الحرب والحوار، والتي انتهت أول من أمس، مؤكداً أن الحركة وقوى المعارضة الأخرى لن توقع هذه الوثيقة مهما كان حجم الضغوط التي تُمارَس عليها، ورأى أنه إذا كان الهدف النهائي هو تحقيق السلام في السودان فإن هذه الوثيقة لن تفي بالغرض. وطالب عقار بتنظيم اجتماع قريب لكل فصائل الاجتماع للاتفاق على الأهداف وهيكلة عمل المعارضة لتكون قادرة على الوصول إلى أهدافها. على صعيد آخر، جدّد جيش جنوب السودان اتهام الخرطوم بقصف مواقع داخل أراضيه. وقال الناطق باسم الجيش الجنوبي لول رواي كوانق، إن طائرات سودانية من طراز «انتنوف» واصلت غاراتها على منطقة «بابنيس» شرق بلدة الرنك في ولاية أعالي النيل، موضحاً أن تعامل الدفاعات الأرضية هذه المرة أجبر الطائرات المهاجمة على الانسحاب سريعاً. وأكد كوانق في بيان أن الغارتين الجويتين أسقطتا 24 قنبلة، لكن القصف لم يسفر عن سقوط ضحايا بشرية لكنه أدى إلى نفوق عدد من رؤوس من الماشية إلى جانب أضرار في أسلاك كهربائية. إلى ذلك، عزا زعيم متمردي جنوب السودان رياك مشار أسباب عدم سفره إلى العاصمة جوبا حتى الآن إلى تأخر وصول الفوج الأول من قواته إلى هناك. وأعلن مشار أثناء مخاطبته جمعاً من مواطنيه المقيمين في كينيا أن أول فوج من قواته مكون من 1300 جندي سيصل إلى جوبا اليوم. وبموجب اتفاق السلام المبرم في آب (أغسطس) الماضي بين طرفي النزاع، يُفترض أن تنتشر قوة قوامها 3 آلاف مقاتل تابعة لمشار في جوبا في مقابل عدد مماثل من قوات الحكومة. وأعرب مشار عن أسفه لوصف الرئيس سلفاكير ميارديت متمردي المنطقة الاستوائية ب «الجرذان»، وطالب التلفزيون الرسمي في جوبا بوقف بث خطاب الكراهية، ورأى أن خروق اتفاق السلام لن تتوقف الا بعد تشكيل حكومة انتقالية. ودعا إلى تغيير اسم دولة جنوب السودان لأنه يحمل دلالات منطقة جغرافية معينة، لافتاً إلى أنه لن يترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2018.